هل الميدالية الذهبية مصنوعة فعلا من الذهب ؟

 

تحتوي الميداليات الذهبية على آثار من الذهب ولكنها ليست ذهبية بالكامل. والميدالية الذهبية هي الأثقل من بين الميداليات الثلاث. على سبيل المثال، في أولمبياد طوكيو كانت تزن الميدالية البرونزية 450 غرام والميدالية الفضية 550 غرام. أما الميدالية الذهبية فوزنها بلغ 556 غرام ولكنها تحتوي فقط على 6.7 غرام من الذهب. وهذا يمثل 1.2٪ فقط من الوزن الإجمالي.

يبلغ سعر الغرام الواحد من الذهب 60 دولارا في الولايات المتحدة الأمريكية. إذا كانت الميدالية الذهبية كلها من الذهب الخالص، لكان وزنها وحده سيكلف 33 ألف دولار !  وهذا وحده كافٍ بجعل التكاليف باهظة جدا. لهذا السبب يتم استخدام 6.7 جرام من الذهب فقط، في حين أن النسبة المتبقية، 98.8٪، هي، في الغالب، خليط من الفضة وبعض المعادن الأخرى.

 

ومع ذلك، ليست هناك نسبة ثابتة من الذهب في الميداليات الذهبية. وتشير اللجنة الأولمبية إلى أن الميدالية الذهبية يجب أن تحتوي على 6 غرامات من الذهب على الأقل. في معظم الأوقات هذه النسبة تترواح ما بين 6.5 و 7 غرامات، إلا أنه في المرة الأخيرة في أولمبياد (ريو) كانت النسبة 6 غرام بالضبط.

لكن فهذه المرة، تم صنع الميداليات من خلال عملية فريدة. جمعت اللجنة المنظمة الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية القديمة من المواطنين على مدار عامين، من 2017 إلى 2019. ومن 80 ألف طن من النفايات الإلكترونية التي تم جمعها، تمكنوا من استخراج 30 كيلوغرامًا من الذهب، و 3500 كيلوغرامًا من الفضة، و 2200 كيلوغراما من البرونز. والتي تم صهرها بعد ذلك للحصول على 5000 ميدالية.

كم يزن كل ذهب العالم ؟

الذهب هذا المعدن النفيس الغير القابل للتغيير و الذي يعتبر رمز الخلود، لطالما فتن الناس. في الوافع، إذا تم صهر 205238 طنًا من هذا المعدن الأصفر الثمين الذي تم جمعه حتى الآن في كتلة واحدة، فلن يشكل سوى مكعب طوله 22 مترًا.

يستخدم أقل من نصف هذا الذهب في المجوهرات، و 22٪ منه تستخدم في السبائك والعملات المعدنية، و 17٪ هي في حوزة الأبناك المركزية، والـ 15٪ المتبقية تنتهي في قطاعات متنوعة مثل طب الأسنان، أو الإلكترونيات أو الإضاءة.

لا يمكن الوصول إلى الذهب الموجود في لبّ الأرض

يوجد 99٪ من الذهب في باطن الأرض، أي 2 مليون طن وفقًا لحسابات عالم الجيولوجيا الأسترالي (برنارد وود)، لكن يتعذر الوصول إليه. والاحتياطيات القابلة للاستغلال المعروفة حتى الآن، والتي تكلفة استخراجها غير مكلفة، لم تعد تحتوي سوى على 53000 طن. في الواقع، القشرة الأرضية لا تحتوي سوى على 0.005 غرام من الذهب لكل طن من الصخور، مقابل 58 كلغ من الحديد على سبيل المثال. ولتحقيق الربح، يبحث المنقبون عن عروق : وهي الرواسب التي يتركز فيها الذهب، المنقولة بواسطة المياه الجوفية عبر القشرة، حتى كيلوغرام واحد لكل طن من الخام.

وتعتبر الصين وجنوب أفريقيا وأستراليا أكبر المنتجين للذهب.

يحتوي جسم الإنسان على حوالي 0.2 ملغ من الذهب !

ينتشر معظم هذا الذهب في الدم. ومع ذلك، إذا تم جمع دم 40.000 شخص لا نحصل إلا على 8 غرام من الذهب.

في أي أماكن أخرى غير متوقعة يمكن العثور فيها على الذهب ؟ يمكن العثور على الذهب في بعض النباتات مثل دوغلاس التنوب وزهر العسل (Douglas fir and honeysuckle) التي تمتص الذهب بشكل فعال من التربة. ومع ذلك، فإن مبلغ المال اللازم لاستخراج الذهب من هذه النباتات لا يستحق كل هذا العناء.

ويعتبر المنجم الأكثر وفرة بالذهب على هذا الكوكب هو البحر.

أغلى مادة في العالم !

خلافًا للاعتقاد الشائع، فإن أغلى مادة في العالم ليست هي الماس ولا الذهب. أغلى مادة في العالم هي المادة المضادة (antimatter) !

تتكون هذه المادة بشكل أساسي من مجموعة من الجسيمات المضادة، وتشتهر المادة المضادة بتزويدها بالطاقة لمحركات سفينة إنتربرايز في سلسلة (ستار تريك)، ولكن إذا تمكن العلماء، فعلا، من إنتاجها، فيمكن استخدامها في السفر إلى الفضاء، وفي مجال الأسلحة، والطب.

في حين أن السعر الدقيق للمادة المضادة غير معروف، فإن تصنيع غرام واحد منها سيكلف حوالي 45.3 تريليون يورو. يرجع هذا السعر الخرافي إلى صعوبة تكوين هذه المادة حيث لا يمكن إنتاجها إلا باستخدام مسرع الجسيمات أو في بعض الحالات عن طريق الاضمحلال الإشعاعي.

وفقًا لوكالة ناسا، فإن 10 ملغرامات من المادة المضادة ستكون كافية لإنجاز رحلة بين الأرض والمريخ. وربما ذات يوم إذا تمكن العلماء من انتاج المادة المضادة، فستسمح لنا بزيارة زوايا أخرى من هذا الكون الفسيح.