هل سكر الفاكهة مضر بالصحة ؟

 

سكر الفاكهة هو نوع من السكر الطبيعي الموجود في الفواكه، يُعرف أيضًا بالفركتوز. يتميز بمذاقه الحلو ويُعتبر مصدرًا سريعًا للطاقة. سكر الفاكهة يمتصه الجسم بسهولة، مما يجعله خيارًا شائعًا للرياضيين ولمن يبحثون عن بدائل للسكريات المصنعة. رغم فوائده، يجب استهلاكه بحذر، خاصة لمرضى السكري، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. تحتوي الفواكه أيضًا على الألياف والفيتامينات، مما يعزز من فوائدها الصحية. لذا، يُنصح بتضمين الفواكه الغنية بسكر الفاكهة في النظام الغذائي بشكل متوازن.

صحيح أن الفواكه طعمها لذيذ، وهي مليئة بالفيتامينات ومضادات الأكسدة. ولكن معظم الفواكه صارت حلوة جداً (معدل السكر مرتفع) من الأصناف التي عرفها الأجداد ! فهل يجب أن نتوقف بسرعة عن تناول الكثير من الفاكهة الحلوة ؟

 

في الواقع، ينصح بتناول الفاكهة الحلوة فقط إذا كنت بصحة جيدة، فإذا لم تكن تعاني من مشكلة في الأيض (بالإنجليزية : Metabolism) مثل ارتفاع ضغط الدم أو زيادة السكر في الدم (أكثر من 100 ملغ / ديسيلتر، أو 1.00 غرام / لتر من الجلوكوز في حالة الصيام)، أو السمنة، يمكنك أن تأكل بأمان حتى فاكهتين في اليوم، أي بمعدل 300 إلى 400 غرام من الفاكهة.

 

لكن إذا كنت مصابا بأي من هذه المشاكل الصحية، فمن الأفضل أن تقتصر على فاكهة واحدة في اليوم كحد أقصى.

 

نفس النصيحة إذا كنت تعاني من مشاكل الانتفاخ والأمعاء ! لأن مشكلتك في الأمعاء ربما تكون بسبب "حساسية الفركتوز" ... دون أن تعرف ذلك ! ولكن وعلى أي حال، يجب ألا يتجاوز الشخص السليم 25 غراما من الفركتوز في اليوم، لأن الفركتوز الزائد سام للكبد والبنكرياس.

 

أخطر الفركتوز هو سكر المائدة وخصوصًا الموجود في المعجنات ومعظم المنتجات الصناعية في شكل ’’شراب الذرة‘‘ أو ’’ شراب الفركتوز والجلوكوز‘‘

 

والثمار تحتوي على القليل من الفركتوز، وهذا سبب آخر لاستهلاكها باعتدال.

 

لكن ماذا عن عصائر الفاكهة والفواكه المجففة ؟

 من الأفضل دائمًا تناول فاكهة كاملة بدلا من عصيرها. تذكر أن هناك الكثير من السكر في الكوكاكولا بقدر ما هو موجود في عصير التفاح أو البرتقال ! ولا تنسى أن مجرد مضغ الطعام يقلل من ضرر السكر الذي يحتويه. وتذكر أيضًا أن عصائر الفاكهة تفتقر للألياف المفيدة لصحتك.

 

أما بالنسبة للفواكه المجففة فلا يجب استهلاكها يوميًا. قد يكون التين المجفف أحد الفواكه الشائعة التي يتم استهلاكها بكثرة، لكنه عبارة عن قنبلة سكر، غنية خاصة بالفركتوز، وغالبًا ما تحتوي أيضًا على الكبريتات.


هل يمكن لمريض السكر النوع الثاني تناول الفاكهة ؟

خلافًا للاعتقاد السائد، لا توجد أطعمة ممنوعة في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع 2. ومع ذلك، فإن بعض الفواكه مثل الأناناس أو التمر أو الكرز أو العنب التي تحتوي على مؤشر نسبة السكر مرتفع، يفضل تناولها باعتدال.


ما هو مؤشر نسبة السكر في الدم ؟

يصنِّف مؤشر نسبة السكر في الدم أو المؤشر الجلايسيمي (بالإنجليزية : GLYCEMIC INDEX) الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات وفقًا لتأثيرها على نسبة السكر في الدم. فكلما ارتفع هذا المؤشر، كلما تسبب الطعام في ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم عند تناوله ! وبالتالي، البطيخ الأحمر أو البطيخ الأصفر، اللذان لديهما مذاق حلو للغاية، لهما مؤشر 70 و 67 على التوالي، بينما الإجاص له مؤشر جلايسيمي يبلغ 38 فقط.


الفواكه ومرض السكري من النوع 2 : أيهما تختار ؟ كيف ومتى تستهلكها ؟

على الرغم من أن الفاكهة جزء لا يتجزأ من النظام الغذائي المتوازن، إلا أنه يجب اختيار التي لها مؤشر جلايسيمي معتدل أو منخفض مثل :


  • الفواكه الحمراء : الكشمش الأسود، الفراولة، العليق، التوت، العنب البري.
  • التفاح؛
  • الإجاص؛
  • الكليمنتين.
  • لتين الطازج.


وأهم شيء هو أكل الفاكهة كاملة. الفاكهة الكاملة تحتوي فقط على كمية قليلة من السكر ومن النادر تناول ثلاث تفاحات أو موزات على التوالي، وهي كمية الفاكهة التي تتواجد في عصير الفاكهة ! ثانيًا، في الفاكهة الكاملة، يكون السكر دائمًا مصحوبًا بالألياف. وكما هو معلوم، تقلل الألياف بشكل كبير من ارتفاع السكر في الدم.


أخيرًا، تؤثر طريقة تناول الطعام أيضًا على سكر في الدم. لن تكون نسبة السكر في الدم هي نفسها إذا ما تم تناول الطعام بمفرده أو أثناء الوجبة. لذلك من الأفضل تناول الفاكهة في نهاية الوجبة بدلاً من تناولها خارج أوقات الوجبات حيث يمكن أن تسبب ارتفاعًا في نسبة السكر في الدم.