في الواقع، آراء الخبراء حول هذا الموضوع منقسمة. وفي ما يلي وجهة نظر كل من الفريقين :
يقول الخبراء الذين ينصحون بشرب الماء أثناء الأكل، أن الماء الذي يتم شربه أثناء تناول الطعام، يجعل الطعام أكثر سيولة مما
سيكون له تأثير في تسهيل العبور المعوي، خاصة إذا كان الطعام المستهلك يحتوي على كمية
قليلة من الماء.
ثم إن شرب الماء أثناء وجبات الطعام، يجعل امتصاصه يساهم في الشعور بالشبع. بمعنى آخر، تشعر بالشبع بسرعة أكبر. وبالتالي تأكل أقل وتحافظ على لياقتك.
ومن محاسن شرب الماء مع الطعام، أن الماء يعزز من إفرازات المعدة المكونة من الإنزيمات، وبعضها ضروري لتحويل الأطعمة الصلبة إلى حالة شبه سائلة.
وفي المقابل، يقول خبراء التغذية الذين ينصحون بعدم الشرب أثناء الوجبات، أن الشرب أثناء الأكل يجعل المعدة تتمدد ويصير حجمها أضخم. وبالتالي، سيكون من الصعب الشبع.
ثم إن الماء المستهلك أثناء وجبة الطعام، إذا كان بكميات كبيرة، أي
أكثر من نصف لتر، سوف يخفف إنزيمات المعدة ويضعف قوتها وبالتالي يبطئ عملية الهضم.
يقول خبراء التغذية هؤلاء (الذين لاينصحون بشرب الماء مع الوجبات) أنه نظرًا لأن الجسم
يحتاج إلى ما لا يقل عن لتر إلى لترين من الماء يوميًا ليكون رطبًا بدرجة كافية،
فمن الأفضل التزود بالماء خارج الوجبات (بفاصل نصف ساعة). وإذا كان المرء حقًا لا يستطيع
تناول الطعام دون شرب الماء، فيجب عدم تجاوز كأس ماء واحد كحد أقصى.
في الواقع، يبدو أن الأمر رهين بكمية الماء. فشرب الماء أثناء الأكل ليس سيئاً ولا جيداً. الأمر كله يتعلق بالكمية. ويبدو أن الشرب باعتدال هو الخيار الصحيح الذي يجب فعله.
عموما، يوصى بشرب الماء في درجة حرارة الغرفة أو الماء الدافئ بعد الأكل للمساعدة على الهضم. ولكن يجب تجنب الماء البارد : لأن الشراب البارد يعمل على تحجر الدهون، إن صح التعبير، في الطعام الذي تتناوله، مما يؤدي إلى ترسبها في جدران الأمعاء. كما أن الماء البراد يقلل درجة الحرارة المطلوبة لعملية الهضم وبالتالي يؤثر على وظيفة المعدة.