وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن المادة المسببة لاضطرابات الغدد الصماء (endocrine disruptor) هي مادة كيميائية ذات منشأ طبيعي أو اصطناعي والتي يمكن أن تتداخل مع عمل النظام الهرموني للكائنات الحية وبالتالي تتسب في أضرار بالصحة والبيئة.
من بين المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء المواد الكيميائية والمنتجات الثانوية الصناعية. تعد هذه المواد بالآلاف. والأكثر شيوعًا منها هي (الفثالات) و (البيسفينول أ) المستخدمان في البلاستيك و(البارابين) المستخدم في مستحضرات التجميل أو الكلور العضوي (DDT،الكلورديكون) المستخدمة في المبيدات.
أين تتواجد ؟
نصادف المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء في كل حياتنا اليومية، حيث نجدها في المواد الغذائية، ومواد التغليف، ومستحضرات التجميل، والأدوية، ومنتجات التنظيف، وألعاب الأطفال، والأثاث، والمنسوجات.
ما هي مخاطرها على الصحة ؟
من خلال خلق اضطراب في نظام الغدد الصماء أو النظام الهرموني (endocrine system)، قد تتداخل وتغير هذه المواد العمليات المختلفة في الجسم مثل عمليات الاتصال بين الخلايا أو الأنسجة
وعمليات تنظيم المراحل الرئيسية في تطور الكائن الحي (النمو، التكاثر، الجهاز العصبي).
يمكن لبعض هذه المواد أن تضر بالخصوبة أو تخلق اضطراب في نمو الجنين. وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن هذه المواد لها أيضًا تأثيرات أخرى على الجسم مثل التأثيرات على الأيض، الجهاز العصبي و الجهاز المناعي. ولا يزال العلماء لم يفهموا جيدا تأثيرها على الصحة والبيئة، و المواد التي تمت دراستها حتى الآن عددها محدود.
كيف نقي أنفسنا من هذه المواد ؟
نتعرض لـ (الفثالات) أو (البيسفينول أ) أكثر من خلال الطعام ! لكن من خلال بعض الممارسات البسيطة يمكن تفادي أو التقليل من التسمم بهذه المواد. أولا يجب تجنب استخدام الأواني المصنوعة من (البولي كربونات). ولمعرفتها، انظروا إذا كان يوجد في ملصقها اختصار (PC ) أو الرقم 7 داخل مثلث. لا تقوموا أبدا بوضع طعام ساخن في البلاستيك. تجنبوا أيضًا المعلبات بكل أنواعها واستخدام الأواني البلاستيكية والوجبات السريعة التي يتم تغليفها في الورق المقوى (البيتزا والبرغر وما إلى ذلك) التي يحتمل أن تكون ملوثة. وبالنسبة للنساء يجب عليهن التقليل قدر الامكان من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة أثناء الحمل والرضاعة.