كثيرا ما نسمع بالفوائد الكثيرة للفواكه
والخضروات، وضرورة الحرص على تناول خمس حصص في اليوم (حصة واحدة تمثل ما بين 80 و
100 غرام) وذلك للاستفادة من جميع الفيتامينات والمعادن والألياف والماء. وصحيح أن
الفواكه لها آثار مفيدة خاصة لمنع أمراض معينة مثل السرطان والسكري أو أمراض القلب
والأوعية الدموية. الا أن الافراط في تناولها لايخلو كذلك من مخاطر.
إذا كان تناول الفاكهة بشكل أقل، وفقا لمنظمة
الصحة العالمية (WHO)،
يُعد من بين أكبر عشرة عوامل خطر تؤدي للوفاة فان الاكثار من تناولها لايخلو أيضا
من المخاطر، بل ويمكن أن يكون قاتلا أيضا.
في الواقع، تناول الكثير من الفواكه، أي أكثر
من 800 غرام في اليوم الواحد، يعني تناول الكثير من السكر لأن الفاكهة تتكون أساسا
من السكر البسيط، وهذا السكر هو في حد ذاته يتكون من الجلوكوز والفركتوز.
والفركتوز هو السكر الذي يتحول إلى دهون في الجسم عندما يكون فائضًا. وبالتالي
زيادة استهلاك الفاكهة قد يزيد من خطر زيادة الوزن. ولكن أيضا تناول الكثير من
الألياف يمكن أيضا أن يسبب تهيجا في الجهاز الهضمي لدى بعض الأشخاص ومن ثم قد
يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي، كالإسهال.
وبالاضافة الى خطر الافراط في تناول الفواكه، فان طبيعة هذه الأخيرة
يمكن أيضا أن تشكل خطرا، بدءا من السمية، وعدم التوافق مع بعض الأدوية، وامكانية
التسبب بمشاكل لبعض الناس الذين يعانون من أمراض معينة ...الخ. وهذه الآثار
الجانبية عديدة ومتعلقة بكثير من الفواكه.
من المهم تناول مجموعة متنوعة من الفواكه، ولكن
لا يجب عليك أكل الفاكهة التي لا تعرفها من دون استشارة طبيبك. وفي حالة تناول
أدوية ، يجب قراءة المنشورات المرفوقة معها ، والتي ستحدد ما إذا كان ينبغي تجنب
تناولها مع بعض الفواكه.
إن الحل الأفضل للاستمتاع بالفاكهة دون التعرض للمخاطرهي تناول الفواكه المحلية والموسمية، لتكيفها مع احتياجاتنا. فكثرة الحمضيات في وقت الشتاء ( على سبيل المثال)، راجعة لكوننا نحتاج إلى المزيد من فيتامين (c) في هذا الوقت. أما الفواكه الصيفية فهي غنية بالماء أكثر من فواكه الشتاء لأن الحرارة ترتفع في هذا الوقت، مما يساعد على تجنب الجفاف.