في الفضاء، هناك صمت مطلق. لأن الموجات الصوتية
لا يمكنها التنقل في الفراغ. و لكن على الأرض، الأمر مختلف كليا. حيث يوفر
الغلاف الجوي بيئة مواتية لتنقل كل الأصوات. ولكن هل يمكن أن يكون هناك صمت تام في حالة
غياب مصدر للأصوات ؟ في الحقيقة، الاجابة هي لا. ببساطة لأن الصمت المطلق غير موجود
على الأرض. ومن الممكن فقط اختبار صمت كبير للغاية، ولكن يبقى صمتًا نسبيًا.
ولفهم الأمر أكثر. فعلى سبيل المثال، في غرفةمعزولة عن الضوضاء، سيبدأ المرء في تخيل الأصوات. حيث في هذا النوع من الغرف، يكون
مستوى الصوت فيها هو 9 ديسيبل، أي 300 مرة أقل من الغرفة العادية. أي ناقص 99.99٪
من الضوضاء.
و في بيئة كهذه، يُصاب المرء بسرعة كبيرة بالهلوسة السمعية. في الحقيقة، كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن الصوت كان ينطلق فقط من الأذن إلى الدماغ ، لكن الآن تبث أن هناك بالفعل العديد من الوصلات التي تحدث في الاتجاه المعاكس، أي من الدماغ إلى الأذن. وهذا حتى يتمكن الدماغ من تعديل الأصوات التي تصل إليه ويتكيف مع ما يحيط به. ولكن هذه العملية هي أيضا ما يمكن، في حالة صمت كبير جدا، أن تسبب الهلوسة السمعية.
والى جانب الهلوسة، و في نفس البيئة دائما، سيبدأ المرأ بعد فترة قصيرة بسماع العمليات الحيوية التي تحدث داخل جسده. بدءا من صوت تدفق الدم عبر الأوعية، ودخول الهواء وخروجه من الرئتين، ودقات القلب، وعمل الجهاز الهضمي، وفرقعة المفاصل..
بالحديث عن الصوت إليكم بعض القياسات بالديسيبل (ديسيبل) : فالهمس مستواه هو 20 إلى 30 ديسيبل. المحادثة العادية، 60 إلى 70 ديسيبل. المنشار الكهربائي أو دراجة نارية بالقرب منك، يبلغ مستوى صوتها من 80 إلى 90 ديسيبل. صفارة سيارة إطفاء الحرائق 120 ديسيبل. وتبدأ عتبة الألم عند 130 ديسيبل - أي اللحظة التي يتأذى فيها السمع. أبعد من ذلك، نجد سباق الفورمولا (1) أو الطائرة المقاتلة عند الإقلاع (140 إلى 150 ديسيبل)، وطلقة بندقية هجومية (170 ديسيبل)، وإطلاق صاروخ (آريان) (180 ديسيبل). يتوقف مستوى السلم عند 194 ديسيبل : إنها قوة أعلى صوت ممكن في الهواء في ضغط جوي مساوي لضغط مستوى سطح البحر. بعد هذا الحد،لا نعود نتحدث عن موجة صوتية ولكن عن موجة الصدمة.