يعتقد بعض خبراء التغذية أن الوجبات
الثلاث في اليوم ضرورية لعملية التمثيل الغذائي في الجسم، الذي يميل إلى تخزين الدهون إذا
انتظر وقتًا طويلاً قبل الشبع. بينما يعتقد خبراء آخرون، على العكس، أنه
يكفي تناول الكمية المناسبة من السعرات الحرارية في اليوم وفقًا للجهد المبدول دون القلق
بشأن الوقت الذي يتم فيه تناول الطعام. والبعض يقول حتى أنه يمكن تخطي وجبة الإفطار. في الواقع،
إجبار الجسم على الأكل، إذا لم يكن يشعر بالجوع، يسبب له التعب، لأن عملية الهضم تكون صعبة.
من أين جاءت عادة الثلاث وجبات في اليوم ؟
في الواقع، ظهرت عادة الثلاث وجبات في اليوم مع ظهور النظام الجديد للعمل في القرن التاسع عشر. حيث كان يجبر نظام العمل في المصانع وغيرها العمال على تناول الطعام، معًا، في أوقات محددة. كما ساهم ظهور المطاعم ثم وصول الكهرباء إلى المنازل في تنظيم وتأخير أوقات الوجبات.
لماذا يشعر المرء بالنعاس بعد وجبة الطعام؟
بعد تناول وجبة الطعام يشعر المرء بالنعاس، وذلك راجع إلى سببين اثنين. أولا، بسبب عملية الهضم ومن ناحية ثانية، بسبب نقص السكر في الدم.
عملية الهضم
في الواقع، بعد الأكل مباشرة، تنطلق عملية الهضم وتتسبب في سلسلة من الآليات الفسيولوجية التي تُتعب الجسم وتستهلك 10٪ من طاقته يوميًا. وتشمل هذه الآليات عضلات الجهاز الهضمي (بما فيها حركة المعدة) التي تبدل مجهودا كبيرا لهضم الطعام وإنتاج عصارة المعدة وتصنيع إنزيمات الأمعاء وتحويل العناصر الغذائية. أضف إلى ذلك المجهود البدني لتحويل الطعام أثناء الأكل، مثل المضغ، الذي يحتاج أيضًا لطاقة.
ولتسهيل عمل الأمعاء، يتم دفع الدم إليها، ما يجعل الجسم يقوم بمجهود إضافي. والنتيجة، الشعور بالنعاس وانخفاض درجة حرارة الجسم.
نقص السكرالدم
بعد عملية الهضم، السبب الثاني هو نقص سكر الدم، أي انخفاض مستوى السكر في الدم. لكن لماذا ينخفض مستوى السكر في الدم بعد الأكل؟
في الواقع، عندما نتناول وجبة طعام، يصل مستوى السكر في الدم إلى مستويات عالية جدًا. ما يدفع الجسم إلى إعطاء أمر إلى البنكرياس لإفراز الأنسولين، هذا الأخير يحُث خلايا الجسم على امتصاص السكر الزائد، فتنخفض نسبة السكر في الدم.
أحيانا يمكن أن يحدث أن البنكرياس أنتج الكثير من الأنسولين، ما يؤدي إلى انخفاض مفرط في نسبة السكر في الدم، والنتيجة، الشعور بالنعاس.