في بداية القرن العشرين، كان هناك جدل كبير حول أنسب تقنية لتحريك السيارات. في الولايات المتحدة على سبيل المثال، في
عام 1900، كانت السيارات إما بخارية (40٪)، كهربائية (38٪) أو تشتغل بالبنزين (22٪). ثم
تم إنتاج العديد من طرازات السيارات الكهربائية، على سبيل المثال ظهرت سيارات أجرة كهربائية (التي كانت تستخدم في لندن منذ عام 1897).
كانت للتكنولوجيا الكهربائية مزايا معينة (لاتُصدر اهتزازات، التشغيل فيها فوري (في الوقت الذي كان يتعين فيه تسخين المحركات البخارية لمدة 45 دقيقة، أما محركات البنزين فكان تشغيلها يتم باستخدام أداة في مقدمة السيارة، وهي عملية معقدة وخطيرة..).
ومع ذلك، كان هناك أيضًا الكثير من العيوب للسيارات الكهربائية : سرعتها القصوى منخفضة (40 كم / ساعة فقط)، سرعة نفاذ البطارية (أقل من 40 كم قبل إعادة الشحن من جديد)، سعرها مرتفع بسبب البطاريات والمحركات الكهربائية (تكلفة السيارة الكهربائية هي ضعفي تكلفة سيارة تعمل بالبنزين عام 1910).
ومع تقدم البنية التحتية للطرق في العقد الأول من القرن العشرين (على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية)، كانت هناك حاجة إلى سيارات سريعة، دون الاضطرار الى شحنها كثيرا، لربط المدن فيما بينها. ولهذا السبب تخلى المهندسون عن السيارات الكهربائية وطواها النسيان منذ عام 1910.
ولكن في يومنا هذا عادت السيارات الكهربائية إلى الواجهة من جديد، بفضل تقدم تكنولوجيا البطاريات وإلكترونيك الطاقة، ومن المحتمل جدًا أن تصبح معظم السيارات كهربائية
مرة أخرى في المستقبل القريب.
كيف ظهر المحرك الكهربائي ؟
في نهاية القرن الثامن عشر، أصبحت تجربة تحريك الأشياء بالكهرباء نقطة جذب واسعة النطاق في المعارض.
كل شيء بدأ، في نهاية سبعينيات القرن الثامن عشر، عندما لاحظ (لويجي جالفاني)، الذي ارتبط اسمه بتاريخ الكهرباء، أن أرجل الضفدعة تتقلص بشدة تحت تأثير تيار كهربائي.
ذهب ابن أخيه إلى أبعد من ذلك، حيث قام بنفس التجربة ولكن على جثة بشرية والت ، تحت تأثير التيار الكهربائي، تمددت بشدة.
أثارت هذه التجربة التي أجريت تحت أنظار العامة
ضجة في ذلك الوقت؛ وقد قيل إنها التجربة التي ألهمت (ماري شيلي) لكتابة روايتها (فرانكشتاين).
في الحقيقة، تاريخ العلم ممتع وفي بعض الأحيان مخيف أيضا !
لكن الاكتشاف الذي سيغير كل شيء هو العلاقة بين
الكهرباء والمغناطيسية.
في عام 1820، اكتشف (هانز كريستيان أورستد) أن التيار الكهربائي المتدفق في موصل له نفس تأثير المغناطيس. ومن هنا كانت ولادة الكهرومغناطيسية أحد أعظم الاكتشافات في تاريخ البشرية. جميع العلماء العظماء في ذلك العصر انكبون على دراسة هذا الإكتشاف من بينهم (مايكل فاراديت)، (جيمس كليرك) (ماكسويل) و حتى (نيكولا تيسلا). كل منهم ساهم في التنظير والتجريب لهذا المجال الجديد من البحث وأحد نتائج كل هذا كان اختراع المحرك الكهربائي.
وهكذا، فالكهرباء لا تحرك أرجل الضفادع فقط. فمن خلال ربطه بالمغناطيس، يمكننا تحريك الكثير من الأشياء.
لماذا السيارات الكهربائية تشكل خطورة على المشاة ؟
ستصير شوارع المدن أكثر هدوءًا إذا كانت السيارات الكهربائية هي فقط من يسير فيها. ولكن إذا كانت حركتها الصامتة هذه تقلل من الضوضاء، فإنها تمثل أيضًا خطرًا على المشاة. لذا يتعين على السيارات الكهربائية الآن أن تُصدر بعض الضوضاء. لكن يمكن للجميع اختيار ما يناسبهم من أشكال الصوت.
سيارات تصدر ضوضاء
لا يسمع المشاة دائمًا السيارات الكهربائية مما يتسبب في وقوع حوادث. بل إن بعض المارة، مثل ضعاف البصر أو كبار السن، هم أكثر عرضة لهذه الحوادث. وفقًا لبعض الدراسات، تسبب هذه السيارات الكهربائية الصامتة حوادث أكثر بكثير من السيارات التقليدية.
من أجل تجنب هذه الحوادث، منذ يوليو 2019، أصدر الاتحاد الأوروبي قانونا يلزم هذه السيارات إصدار بعض الصوت لتحذير المشاة، وذلك للحفاظ على بيئة خالية من الضوضاء إلى حد
ما.
يجب أن تصدر السيارات صوت عند الرجوع للخلف
وعند تشغيل محرك السيارة، الى أن تصل الى سرعة 20 كلم / ساعة. وفوق هذه السرعة، هناك أصوات أخرى، مثل تلك
الصادرة عن الإطارات التي تحتك بالطريق، كافية لتنبيه المشاة.
لكل مركبة ضوضاءها
إذا كان القانون قد حدد شدة الضوضاء التي يجب أن تصدرها السيارة الكهربائية، إلا أنه لم يشير إلى طبيعة هذا الصوت. كما أن لكل سائق حرية اختيار الصوت الذي يحبه.
وفي هذا الصدد، يتنافس مصنعون السيارات الكهربائية لتقديم أصوات فريدة لعملائهم. وقد أصبح هذا التصميم الصوتي، الذي يميز سيارة عن أخرى، أحد المميزات التي تزيد من فرصة بيع السيارة.
استعان المصنعون بالموسقيين لتأليف أصوات السيارة الكهربائية، وبعضها يوحي بأجواء صالة التدليك أو حتى صوت سفينة فضاء !
في هذا المجال، يبدو أن شركة (تسلا) قد خطت خطوة
متقدمة على منافسيها. في الواقع، تقدم هذه الشركة لعملائها (كتالوجًا) من الأصوات، حيث
يمكن للزبون أن يختار، للمحرك أو منبه سيارته، صوت حوافر الحصان أو صوت الريح
في الأشجار.
ومع ذلك، يصر البعض على ضرورة وضع معايير معينة لتجنب مثل هذا المزيج المتناقض من الأصوات.