يجمع الكثير من الناس مياه الأمطار
لاستخدامها في ري النباتات أو لتنظيف أرضية المنزل. وغالبا ما يكون دافعهم اقتصادي أوبيئي. ولكن قد يميل البعض أيضًا إلى شرب هذه المياه. فهل مياه المطر تشكل خطرا على الصحة ؟
تمثل المياه العذبة على الأرض 2.5٪ فقط. وبالرغم من أن ثلاثة أرباع الكرة الأرضية مغطاة بالمياه إلا أن الجزء الأكبر منها مالح.
لكن دعونا نعد إلى مياه الأمطار..
في الواقع، ولأن مياه الأمطار على اتصال بالهواء المحيط، تعلق بها العديد من الجزيئات الضارة بالجسم، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون الناتج
عن مخلفات الصناعة ووسائل النقل المختلفة. حيث يساهم احتراق البترول في تحميض مياه الأمطار.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتحول النترات المستخدمة في الزراعة إلى أكسيد النيتريك (NO) وأكسيد النيتروز وقد .(N2O)تم العثور على هذين الغازين المتطايرين والمضرين بالصحة في الغلاف الجوي ويمكن أن يعلقا بقطرات المطر في الفصل الماطر.
عند وصول مياه الامطار إلى الأرض تتدفق هذه الأخيرة على الأسطح وفي المزاريب ليتم تجميعها في حاويات. ويمكن أن تكون المواد المختلفة المكونة لهذه الأسطح مثل البلاط أو ألواح الزنك أو الأسمنت الليفي ضارة. لأنه يمكن أن يؤدي تدفق مياه الأمطار إلى الاختلاط بالجسيمات الدقيقة لهذه المواد وبالتالي تتلوث المياه بها. وسيصبح هذا التلوث أكبر في حالة كانت هذه الأسطح متآكلة.
وأخيرًا، بمجرد تجمع المياه في الحاوية، يمكن أن تتلوث
هذه الأخيرة بالكائنات الدقيقة (الضارة) التي تتكاثر في الماء الراكد.
هل تدركون الآن لماذا مياه الأمطار غير صالحة للشرب ولايمكنها حل مكان مياه الصنبور أو المياه المعبأة في القناني. حتى لو أن هذه الأخيرة لاتخلوا من العيوب أيضًا.
لماذا لا تصلح مياه البحر للشرب ؟
لماذا لا يمكن شرب مياه البحر، وإن كانت مالحة، لإرواء العطش ؟ قد يبدو سؤالا سخيفا.. لأن الجواب يعلمه الكل.. فمياه البحر مالحة جدا.. وشربها سيزيد من العطش للغاية..
لأن مياه البحر مالحة، فهي تحتوي على أيونات معدنية. يتفاوت تركيزها لكنها تتراوح بشكل عام بين 30 و 40 غرامًا لكل لتر. حتى لو كان الجسم بحاجة إلى المعادن، فإن في مياه البحر يوجد الكثير والكثير والكثير جدًا من المعادن. تحتوي المياه العذبة الصالحة للشرب، على سبيل المثال، على 1 غرام من الملح لكل لتر.
من خلال شرب مياه البحر، ستخضع المياه الموجودة في خلايا الجسم لتأثير التناضح (Osmosis). هذا يعني أن الماء سيخرج من الخلايا السائل الأكثر ملوحة (أي أن الملح الموجود في ماء البحر سيمتص الماء من الخلايا). هذا الأمر من شأنه أن يسبب موت الخلايا بالجفاف.
لذا فكلما زادت كمية مياه البحر التي نشربها، زاد احتياج الجسم للمياه العذبة !
أخيرًا، إذا كنت تتساءل عن سبب ملوحة مياه البحر، فإليك الإجابة. منذ 4 مليارات سنة، أطلق النشاط البركاني على الأرض كميات كبيرة من بخار الماء والغاز. لذلك تراكمت هذه الغازات لمدة 100 مليون سنة. ثم بردت الأرض وتحول بخار الماء إلى أمطار حمضية والتي احتكت مع الصخور الغنية بالأملاح المعدنية وجرفت هذه الأملاح وذهبت بها إلى البحر، ويقال إن ملوحة المياه في البحار والمحيطات تتراوح بين 30 و 40 غرامًا من الملح لكل لتر، مع استثناء البحر الميت الذي يحتوي على ما يقرب من 300 غرام من الملح لكل كيلو من الماء.