تلعب المظلات أو ’’الباراشوت‘‘، وهي أجهزة إنقاذ الأرواح الشهيرة، دورًا مهمًا في صناعة الطيران وساهمت بشكل كبير في سلامة المسافرين والطيارين في حالة الطوارئ على متن الطائرة. سواء في الطائرات التجارية أو الطائرات العسكرية، تطورت المظلات على مر السنين لتصبح قطعًا متطورة وموثوقة من المعدات، مما ينقذ الأرواح ويوفر تأمينًا إضافيًا في حالة حدوث خطأ ما.
تؤدي الفتحة الموجودة في وسط المظلة أو ’’الباراشوت‘‘ إلى دوران أفضل للهواء وتسمح لهذا الأخير بالخروج أثناء هبوط المظلي، في حالة عدم وجود هذا الثقب أو الفتحة - أو المدخنة - الموجودة في
الأعلى، إذا قفز المظلي بمظلة دائرية تسمى أيضًا (مظلة نصف كروية) بخلاف المظلات
المستطيلة، فإن الهواء الذي يندفع داخل المظلة القماشية يظل محبوسا فيها ويميل إلى الخروج عبر الجوانب، مما يعرض المظلة لظغط كبير، خاصة عند فتح هذه الأخيرة. وهكذا يضمن
الهواء الذي يتسرب عبر الفتحة أثناء الهبوط ثباتًا أكبر للمظلة ويمنعها من التذبذب، مما يسهل الهبوط بشكل كبير ويجعله أقل خطورة.
من اخترع الباراشوت ؟
اختبر ’’ لينورماند ‘‘ اختراعه لأول مرة في 26 ديسمبر 1783، من أعلى برج ’’بابوتي‘‘ في ’’مونبلييه‘‘،
بارتفاع 26 مترًا، حيث وضع قطة وكلب في سلة مربوطة بالمظلة. وكان صمم هذا الجهاز للسماح للناس
بالهروب عبر نوافذ المباني في حالة نشوب حريق في المباني العالية.
المظلات في مجال الطيران
بدأ الاستخدام الحديث للمظلات في مجال الطيران في أوائل القرن العشرين. خلال الحرب العالمية الأولى، استخدم الطيارون وأطقم الطائرات مظلات بدائية للقفز من الطائرات المتضررة أو المتهاوية. ومع ذلك، لم تكن هذه المظلات المبكرة متطورة مثل تصاميم اليوم. على مدى عقود، أدى البحث والتطوير إلى تحسين تصميم المظلات وسلامتها وموثوقيتها.
في السنوات الأخيرة، شهدت المظلات تطورات تكنولوجية كبيرة. ساعدت المواد الأخف والأقوى، وأنظمة النشر المحسّنة وتقنيات التصميم المبتكرة في زيادة فعالية المظلات وسلامتها. بالإضافة إلى ذلك، جعلت عمليات المحاكاة الحاسوبية المتقدمة من الممكن نمذجة سلوك المظلات في ظروف مختلفة، مما ساعد على تحسين تصميمها.
لماذا ليس هناك مظلات القفز في طائرة الركاب ؟
لابد أنكم تساءلتم يوما عن سبب عدم توفر مظلات القفز (البراشوت) على متن الطائرات الخاصة بنقل المسافرين. حسنا، الجواب، ببساطة شديدة، هو أن القفز بالمظلات يتطلب تدريبًا حقيقيًا، حيث يحتاج الأمر الكثير من التدريب والتركيز حتى يتمكن المرء من تعلم القفز بالمظلة. تخيلوا معي ما سيحدث إذا اضطر الركاب للقفز من الطائرة في حالة الطوارئ، وكل ما يرافق ذلك من توتر وذعر.
في الواقع، لكي تمر عملية القفز بالمظلة بسلام، يجب أن تتوفر شروط معينة، يجب أن تكون سرعة الطائرة منخفضة وأن تكون على ارتفاع منخفض. وهذا ليس هو الحال بالنسبة لطائرة الركاب التي تطير بسرعة كبيرة جدًا وعلى ارتفاع عالٍ جدًا حيث يكون الهواء شديد البرودة (حيث تصل درجة الحرارة الى 60 درجة تحت الصفر) مما سيتسبب في تعطل الجهاز التنفسي وبالتالي الوفاة، بل أكثر من ذلك، عند فتح باب الطائرة، كل ما يتواجد بداخل هذه الأخيرة سيندفع، تحت الضغط، بقوة الى الخارج.
وهناك سبب آخر، وهو أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً حتى يرتدي مائة مسافر أو نحو ذلك مظلاتهم ووقتًا أطول حتى يقفز جميع الركاب من الطائرة، ناهيك عن خطر اصطدام المظليين فيما بينهم أو الاصطدام بالطائرة أو بأحد مفاعلاتها .