يمارَس الصيد منذ العصور القديمة كوسيلة للحصول على الغذاء وجلود الحيوانات من أجل الملابس. ومع ذلك، مع تطور المجتمع وأساليب الزراعة، أصبح الصيد تدريجياً أقل ضرورة للبقاء على قيد الحياة.
بمرور الوقت، تطور الصيد من نشاط للعيش إلى رياضة تمارسها نخب المجتمع. بدأ الأرستقراطيون في تنظيم خرجات الصيد لإظهار قوتهم وثروتهم.
هناك أشكال مختلفة من الصيد الرياضي، بما في ذلك الصيد باستخدام الكلاب (المطاردة على ظهور الخيل)، والصيد بالأسلحة النارية، والصيد بالنبال، والصيد بالطيور (الصيد بالطيور الجارحة).
مازالت رياضة الصيد تثير الجدل إلى حد كبير بسبب المخاوف الأخلاقية والمتعلقة بحماية الحيوانات. يشير النقاد إلى أن الصيد الرياضي يمكن أن يتسبب في انخفاض أعداد الحياة البرية وتعطيل النظم البيئية والتسبب في معاناة الحيوانات غير الضرورية.
في العديد من البلدان، يتم تنظيم الصيد الرياضي من خلال القوانين التي تحدد مواسم الصيد وحصص صيد الحيوانات وأساليب الصيد المسموح بها. تهدف هذه القوانين إلى تقليل الآثار السلبية على الحياة البرية والبيئة.
التقنيات والحيل التي يستخدمها الصيادون في الصيد
قد يبدو من الغريب رؤية الصيادين أوالقناصة يرتدون ملابس تمويه، ليتمكنوا من التحرك، متخفِّين، في الطبيعة، مع سترة برتقالية عاكسة للضوء !
هذه البدلة الغريبة سببها هو طبيعة رؤية الألوان لدى الحيوانات. حيث ترتبط بنوع البروتينات التي تصنعها المستقبلات الضوئية في شبكية العين.
في الواقع، لاترى كل الحيوانات بنفس الطريقة. حيث ترى هذه الأخيرة من خلال نوعين من المستقبلات الضوئية في عيونها : المستقبلات الضوئية التي على شكل ’’قضبان‘‘ تفيد في اكتشاف الحركة والرؤية بالليل، بينما تكون ’’المخاريط‘‘ حساسة للألوان. ويتم تحويل الألوان التي تصل إلى العين، كموجة ضوئية، إلى إشارة كهربائية يحللها الدماغ. ولتتم هذه العملية، يحتاج الجسم إلى بروتينات تسمى الأُوبسين (opsins). وهناك إصدارات مختلفة من هذه البروتينات، والتي تكون حساسة لأطوال موجية مختلفة، أي لألوان مختلفة.
لدى الإنسان هناك ثلاثة أنواع من بروتينات ’’ الأوبسين ‘‘ تسمح له بتمييز مجموعة واسعة من الألوان. لكن الأمر مختلف لدى الحيوانات. فبعض الحيوانات، مثل الطيور، ترى المزيد من الألوان لأن لديها بروتين ’’أوبسين‘‘ رابع يسمح لها برؤية الأشعة فوق البنفسجية.
ولكن معظم الثدييات لديها اثنان فقط من بروتينات الأوبسين. أي أن رؤية الألوان عندها تعتبر رؤية ثنائية اللون، تعتمد على الأزرق والأخضر. أي أن هناك استتناء لتدرجات اللون الأحمر. وهذا ينطبق بشكل خاص على الخنازير البرية ! التي ترى سترة الصياد البرتقالية بلون باهت. وبالتالي تعجز عن تمييز القنّاص.
وإذا ما قام الصياد بغسل سترته بالمُنظفات، يصبح هذا الأخير أكثر وضوحًا للحيوانات. لأن معظم المنظفات تحتوي على مُبيِّضات بصرية، تمتص الأشعة فوق البنفسجية وتعيد إصدارها من خلال اللون الأزرق، وهذا اللون تميزه الخنازير البرية بشكل تام !
إلى جانب التمويه بالملابس يستخدم بعض الصيادين أصوات لتقليد نداءات أو أصوات الحيوانات التي يصطادونها. يمكن أن يجذب هذا الحيوانات القريبة، مما يسهل اكتشافها وصيدها.