تخيل معي السيناريوا الأتي : هناك في غابة كثيفة عصابة مسلحة تطاردك لقتلك (لاسمح الله). وأنت تجري بكل ما أوتيت من قوة للفرار من طلقات أسلحتهم، وصلت إلى إحدى البحيرات، فجاءتك فكرة الغوص في الماء، معتقداً أنه سيحميك من الرصاص. فهل إعتقادك صحيح ؟
الجواب هو نعم. فمن خلال الغوص إلى أعمق نقطة ممكنة في بركة الماء، ستكون في مأمن من الرصاص. بل وحتى على عمق بضع عشرات من السنتيمترات، ستكون في مأمن أيضا ! في الواقع، تتباطأ سرعة الرصاصة بشكل كبير في الماء. مما يجعلها تفقد كل فعالية في إلحاق الأذى. لماذا ؟
بكل بساطة بسبب كثافة الوسط المائي. فالماء أكثر كثافة من الهواء بحوالي 800 مرة. وسرعة الرصاصة عند انطلاقها من فوهة المسدس هي ما بين 250 و500 متر / الثانية. وفي حالة البندقية، تتراوح سرعتها ما بين 800 و1100 م / ث. ولكن عندما تصطدم بالماء، تتباطأ هذه السرعة على الفور لأن الاحتكاك مع الماء كبير للغاية. حيث تتباطأ سرعة الرصاصة من أول 30 سم..ما يعني أنه حتى لو أصابتك بعد هذا العمق فلن تقتلك.
أضف إلى هذا أن الرصاصة عند إطلاقها في الماء لن تدخل الى هذا الوسط بشكل عمودي. أي أنه بسبب ضعف قوتها تصبح تدور على شكل دوامة، مما يجعلها تتباطأ أكثر وبالتالي تقلّ المسافة التي يمكن أن تقطعها.
ولكن ماذا لو قام الشخص بإطلاق النار داخل الماء ؟ في الواقع، يجب أولا أن يكون السلاح من نوع خاص ليتمكن من اطلاق النار في الماء. وبالفعل فقد سبق وأن أجرى ’’نرويجي‘‘ هذه التجربة قبل بضع سنوات. حيث أطلق رصاصة من بندقية هجومية في حوض السباحة في منزله. ولم تتجاوز الرصاصة سوى عمق 75 سنتيمترا قبل أن تهبط في هدوء وتستقر في قاع البركة.
هل إطلاق الرصاص في الهواء خطير ؟
عندما تطلق رصاصة في الهواء، ينتهي بها الأمر
دائمًا بالسقوط. ومن الأفضل لك ألا تكون في الأسفل عند سقوطها.
في الواقع، بعد إطلاق الرصاصة في الهواء وبلوغها مسافة قصوى (1.6 كلم)، تسقط هذه الأخيرة وتستعيد سرعتها.
بالنسبة لجسم عادي، تظل هذه السرعة
منخفضة جدًا بسبب احتكاك الهواء. ومع ذلك، فإن الرصاصة مصممة لتكون ديناميكية
هوائية. وبالتالي فالرصاصة التي تسقط من السماء ستسقط بسرعة كبيرة، إلى درجة أن تصبح قاتلة مرة أخرى إذا
أصابت شخصًا عند السقوط !
في العديد من المدن
الأمريكية الكبرى وضعت قوانين تمنع الناس من التعبير عن فرحتهم بإطلاق الرصاص في الهواء.
الرقم القياسي لأطول طلقة قناص هو 2815 مترا !
يتم تدريب القناصين على الرماية بدقة لمسافات
طويلة. لكن هل يمكنكم تخيل رصاصة تصيب هدفًا على مسافة 2815 مترًا ؟ هذا هو الرقم
القياسي لأطول طلقة قناص تم تسجيلها على الإطلاق.
هذا الرقم القياسي تمكن من تحقيقه، في عام 2012، قناص أسترالي بعد أن أطلق النار على قائد في صفوف طالبان خلال عملية (النعال) في حرب أفغانستان. كان في حوزة هذا الجندي جهاز تحديد المواقع في بندقيته (GPS) الذي أكد
هذه المسافة.