يتم بناء المباني، في غالب الأحيان، من الخرسانة. وتتكون هذه الأخيرة من مزيج من الأسمنت والماء ولكن أيضًا من الرمل. ولتوفير خرسانة عالية الجودة، يجب أن يكون لهذا الرمل خصائص معينة. حيث يجب أن تكون حبيبات الرمل خشنة بما فيه الكفاية لكي تستطيع التماسك في هيكل البناء.
ولكي يكون هذا التماسك ممكنًا، يجب ألا تكون حبيبات الرمل متجانسة أيضًا. حيث من الأفضل أن تكون ذات أحجام مختلفة. وبالمقابل، فإن الحبيبات الرملية عندما تكون ذات سطح أملس جدًا فإنها تؤثر سلبا على صلابة الخرسانة.
رمال الصحراء غير صالحة للبناء
فهذا التآكل الناتج عن الرياح أدى الى جعل حبيبات رمل الصحراء نحيفةَ للغاية وملساء تمامًا. وهذا السطح الأملس لحبيبات الرمل وانعدام الخشونة يجعلها غير مناسبة للبناء. ولهذا السبب بالذات، تجد حتى المدن المحاطة بالصحراء، مثل دبي، تضطر إلى جلب الكثير من الرمال للبناء من دول أجنبية.
ونظرًا لأن الاحتياطيات الهائلة من رمال الصحاري غير قابلة للاستغلال، فإن البناة ملزمون بسحب مواردهم من رواسب لايتوفر فيها الرمل بشكل كبير. حيث يجدون المادة الخام التي يحتاجونها في مجاري الأنهار أو رمال البحر، لكن معظم الرمال التي يستخدمونها تأتي من المحاجر التي تم تجهيزها لاستغلالها.
ومع النمو المستمر للاحتياجات العالمية من هذه المادة، أصبح النقص في الرمال أمراً واقعا.
في الإمارات العربية المتحدة، استخدمت غوغل الجمال لرسم خرائطها في الصحراء !
(غوغل ستريت فيو) هي ميزة من خرائط غوغل منذ عام
2007 التي تسمح بعرض بانوراما 360 درجة لكل الأماكن في جميع أنحاء العالم. يتم
التقاط معظم اللقطات بكاميرا مثبتة على سيارة، ولكن هذه الكاميرا حملها أشخاص لالتقاط (جراند كانيون) و(البندقية)، وأرسلت تحت الماء، بل وحتى تم تثبيتها فوق جمل !
في الواقع، أصبح جمل (رافيا) أول جمل يشارك في بعثات
خرائط جوجل لالتقاط المناظر الطبيعية لصحراء (ليوا) في أبو ظبي، الإمارات العربية
المتحدة.
صحراء ليوا هي واحدة من أقدم المواقع في دولة
الإمارات العربية المتحدة وهي المنزل التاريخي لعائلة (نهيان)، أول حكام إمارة أبو
ظبي. واحة ليوا هي أكبر واحة في شبه الجزيرة العربية.
غابات الأمازون المطيرة تعتمد على الصحراء !
على الرغم من أن المحيط الأطلسي يفصل بين أكبر غابة استوائية وأكبر صحراء في العالم، إلا أن هناك علاقة مهمة للغاية بين هذين المكانين المتقابلين على كوكبنا.
في الواقع، تعتمد غابة الأمازون على غبار
الصحراء الذي ينجرف إلى الغلاف الجوي وينتقل بواسطة الرياح إلى هذه الغابة
لتجديد تربتها بالمغذيات، ويمثل هذا الغبار لمنطقة الأمازون 8500 إلى
30000 طن من الفوسفور كل سنة.
وفقًا للعلماء، لولا العناصر الغذائية والمعادن التي تمدها بها الصحراء، لأصبحت هذه الغابة صحراء قاحلة.