قد تبدو ديدان الأرض مثيرة للاشمئزاز، وهي تزحف من داخل التربة في الأيام الأولى من الفصل الماطر. ومع ذلك، تلعب هذه اللافقاريات الصغيرة (حيوانات بدون العمود الفقري والعظام) دورًا مهمًا للغاية في البيئة.
لمعرفة ماذا أهمية هذه الديدان للبيئة،
دعونا نتوغل عدة سنتيمترات تحت الأرض. لأن هذا هو المكان الذي تقوم فيه هذه الديدان المعروفة أيضا باسم ’’ديدان الأرض‘‘ بحفر ’’أنفاق‘‘. وهذه الأنفاق مهمة جدّا للأرض لأنها تسمح للهواء ومياه الأمطار
بالتسلل بسهولة أكبر لجوف الأرض. وبالتالي، الحفاظ على التربة سليمة. هل تتخيلون ! في متر مكعب واحد من التربة، يمكن إحصاء ما يقرب من 500 متر من الأنفاق. وهذا ليس كل شيء. فهذه الديدان تتغذى على
النباتات الميتة و النفايات الأخرى الموجودة في الأرض. وبمجرد هضمها، تطرح فضلاتها التي تصبح سماداً طبيعيا للتربة وتسمح للنباتات بالنمو بشكل جيد. ربما
سبق لكم أن رأيتم في حدائق بيوتكم أكوام صغيرة ملتوية ؟ في الحقيقة هذه هي فضلات ديدان الأرض !
لكن لاداعي للاشمئزاز، فهي مفيدة للغاية للتربة. والعديد من
المزارعين يهتمون بعدد الديدان الموجودة في أراضيهم لأن ذلك يعتبر دليل على أن الأرض والتربة في حالة جيدة.
ومع ذلك، فإن الأنشطة البشرية والزراعة المكثفة تهدد بقاء هذه الديدان. وقد بدأ اختفاءها في التسارع منذ الخمسينيات من القرن الماضي. ولحمايتها فمن الضروري التخلص في أسرع وقت من الموادالكيميائية واعتماد طرق أكثر ملاءمة للبيئة.
ديدان الأرض تملك دماغ !
لهذه الديدان دماغ صغير في مقدمة أجسامها ويتكون من مجموعة من الأعصاب. يرتبط الدماغ بجهاز أعصاب آخر، والذي ينتشر في الجزء البطني لدودة الارض. وهذه الأعصاب مهمة جدا لأنها تشكل الجهاز العصبي. وبفضله، يمكن لدودة الارض ايجاد طعامها، والتحرك نحو السطح، واستشعار درجة حرارة التربة، وما إلى ذلك.
هل تصدقون ؟ هذه المخلوقات الصغيرة لها أيضًا أربعة
قلوب وثلاثة أزواج من الكلى وفم وأنبوب هضمي متطور للغاية ! ولكن، ليس لها عيون ولا
آذان. وليس لديها أيضا رئتين وهي تتنفس من خلال الجلد، الذي يجب أن يظل رطبًا دائمًا.
وعلى عكس البشر، لا تحتاج ديدان الأرض إلى النوم. وهي لا تتوقف إلا عندما تكون الظروف شديدة القسوة في الصيف والشتاء. فعندما يكون
الجو حارًا، وتصير الأرض جافة، لا تستطيع هذه الديدان الحفر بشكل جيد. وبسبب قلة الرطوبة، تكون معرضة لخطر الجفاف. عندئذ، تلجأ الى السبات.. الذي سيستمر عدة
أسابيع ! ثم تستأنف نشاطها في الخريف بمجرد أن تصبح الأرض أكثر برودة ورطوبة. أما في الشتاء، عندما يبرد الطقس الى حد التجمد، تتوغل في الأرض، حيث تكون الظروف أكثر دفئًا. ثم تتكوّر على شكل كرة وتدخل مرة أخرى في السبات، في انتظار أن تصبح الأجواء على السطح أكثر
دفئًا.