من المعلوم أن النشاط البدني مهم للبقاء بصحة جيدة، فمعظم أمراض العصر مرتبطة بقلة النشاط البدني ونمط العيش الغير السليم. في الواقع، تظهر تأثيرات التوقف عن النشاط البدني ابتداءاً من اليوم الخامس. وأول ما يتأثر هو نوعية النوم. لأن الرياضة أو النشاط البدني، بشكل عام، يزيد من طول وقت النوم العميق، وكما هو معروف فمرحلة النوم العميق تعتبر أهم مراحل النوم لراحة الجسم. فهذه المرحلة من النوم ضرورية للصحة والحالة العامة للجسم. وهذا ما يفسر لماذا يمكن أن يؤدي نقص النشاط البدني إلى الكسل وسوء الحالة المزاجية وكذلك التوتر والقلق. وهناك سبب آخر : وهو عدم الحصول على الإندورفينات (مضادات اكتئاب طبيعية) التي يفرزها الجسم أثناء ممارسة الرياضة.
غياب النشاط البدني له أيضا تأثير مباشر على الجسم والعضلات والدهون. فيكفي التوقف عن ممارسة الرياضة لأسبوعين فقط، لتلاحظ بعد ذلك تغيرات كبيرة.
ووفقًا لدراسة أجريت على مجموعة من 28 فرداً بالغًا (بمتوسط عمر 32 عامًا) يمارسون نشاطا بدنيا بانتظام، لوحظ أن التوقف عن ممارسة الرياضة بعد أسبوعين أدى إلى زيادة في مستويات ضغط الدم وزيادة في محيط الخصر وزيادة في دهون الجسم. كما لوحظ أيضًا انخفاض في التركيز والقدرة على التعلم. ويقول الباحثون أن هذه التأثيرات قابلة للعكس. فحتى فترات قصيرة من التمرين، من 10 إلى 40 دقيقة، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي.
الرياضة تجعلك سعيدا
الإندورفين
الدوبامين
السيروتونين
هل اقتنعتم الآن بأهمية الرياضة للصحة العامة ؟ إذا كان لا يزال لديكم شك في ذلك، فاعلموا أن 20 دقيقة فقط من النشاط البدني كل يوم من شأنها أن ترفع معنوياتكم لمدة تصل إلى 12 ساعة.
إحذروا الجلوس أكثر من نصف ساعة !
إن ممارسة النشاط البدني هو أكثر فعالية من أي دواء ضد معظم الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، الأرق الاكتئاب والقلق، هشاشة العظام وآلام الظهر والتهاب المفاصل، إلخ. ويعد النشاط البدني أيضًا أحد أفضل الطرق للوقاية من السرطان. ولهذا السبب تقدم الآن مراكز علاج السرطان جلسات للنشاط البدني بانتظام.
ويعتبر النشاط البدني أيضا أفضل طريقة للحفاظ على نشاط الدماغ وحيويته بعد عمر الـ 70 عامًا ! حيث أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم الأعصاب (Neurology) أن النساء اللواتي يتمتعن بحالة بدنية جيدة في سن 50 يكون لديهن خطر أقل بنسبة 90 ٪ للإصابة بمرض الزهايمر بعد 40 عامًا !
فإذا كانت الرياضة مفيدة في كل شيء، فذلك يرجع في الأساس إلى أنها تعزز صحة الميتوكوندريا، الخلايا التي تولد الطاقة في الجسم.
لذلك يجب المشي والتحرك قدر الإمكان ! لأن عدم القيام بذلك هو مثل تناول الطعام، كل يوم، في محلات (ماكدونالدز) : آجلا أم عاجلا سوف تدفع الثمن غاليا ! وحتى لو كنت تكره الرياضة، وحتى لو كانت حالتك الجسدية غير جيدة، حتى لو كنت تمشي بصعوبة، أوتستعمل عصا، يجب عليك الخروج والمشي على الأقل ساعة ونصف في اليوم ! وهو ما يقارب 10000 خطوة، وهو الحد الأدنى القانوني للحفاظ على صحتك.
وعندما تضطر إلى الجلوس لفترات طويلة، احرص على النهوض من مكانك مرة واحدة على الأقل كل ساعة، والمشي 100 إلى 200 متر.
في الواقع، كل جهودك ستدهب سدى إذا كنت تقضي 8 ساعات يوميًا في الجلوس، دون أدنى استراحة! لذا حاول أن تكون نشيطًا قدر الإمكان، ولا تطيل الجلوس ! فأي نشاط بدني، إلى جانب المشي، هو مرحب به، كغسل الأطباق مثلا، أو البستنة، وكل الأعمال المنزلية. لأن البقاء نشطًا طوال اليوم سيحدث فرقًا كبيرًا لصحتك !