كيف يعمل كاتم صوت المسدس ؟

 

في عالم الأسلحة النارية، تحتل كاتمات صوت المسدسات مكانة غامضة ومثيرة. ساعد ارتباط كاتم المسدس بالتجسس وأفلام الحركة والعمليات الخاصة في خلق جو من السرية حول هذه الأجهزة.

تعود بدايات كواتم صوت المسدس إلى بداية القرن العشرين، وهو الوقت الذي كانت فيه العمليات السرية والأنشطة البوليسيةالسرية في ازدياد. كان الهدف منها في البداية بسيطًا : تقليل الصوت المميز للطلقات النارية، مما يسمح للمستخدمين بالحفاظ على مستوى عالٍ من التخفي. خلال الحرب العالمية الأولى، كانت القوات الخاصة الألمانية والبريطانية من بين أول من استخدم إصدارات بدائية من كاتمات الصوت في مهام خاصة.

تكنولوجيا عمل كاتم صوت المسدس

عندما تقوم بالضغط على زناد السلاح الناري أو المسدس، يحترق المسحوق الموجود في مؤخرة الرصاصة ويسبب انفجارًا. هذا الانفجار يدفع بالرصاصة خارج فوهة المسدس. وأثناء خروج الرصاصة، يخرج الغاز المضغوط الموجود خلف الرصاصة أيضًا وينتشر في الهواء، دفعة واحدة. هذا الانتشار أو التمدد المفاجئ للغاز يتسبب في اهتزاز ذرات الهواء وهذا هو مصدر صوت الانفجار.

إذا تم وضع كاتم الصوت في نهاية فوهة المسدس، فسوف يمنع الغاز المضغوط من التمدد بسرعة وفي نفس الوقت يستعيد القليل من هذا الغاز الذي سيتمدد جزئيًا داخل فوهة المسدس قبل أن ينتشر في الهواء. تشتمل كاتمات الصوت على غرف وحواجز لإبطاء هذه الغازات وتبريدها وتشتيتها، مما يقلل من قوة الصوت.

تم تصميم بعض كاتمات الصوت لخفض سرعة القذيفة أو الرصاصة إلى مستويات دون سرعة الصوت، مما يلغي تلك الضوضاء المميزة. تشتمل كاتمات الصوت أيضا على غرف تمدد تسمح للغازات بالتمدد التدريجي، مما يساهم في تقليل الضوضاء.

في الواقع، فعالية كاتم الصوت تعتمد بشكل كبير على نوع السلاح الناري الذي تم تركيبه عليه. وبأي حال من الأحوال لايقوم بكتم صوت التفجير كليّاً. في غالب الأحيان يقلل فقط صوت التفجير ببضع عشرات من الديسيبل (وحدة قياس شدة الصوت).

وأخيرًا، لكي لايسمع صوت الرصاصة التي يطلقها المسدس، يجب أن تكون سرعة هذه الأخيرة ما دون سرعة الصوت، أي أقل من سرعة الصوت التي تبلغ (340 متر / الثانية). لأنه حتى لو تم إضعاف تمدد الغاز بواسطة كاتم الصوت، فصوت الرصاصة يظل مسموعا. لأن، أثناء انطلاق الرصاصة في الهواء، تُصدر دويًا أسرع من الصوت، تمامًا مثل الطائرة، عندما تتجاوز حاجز الصوت.

ومع ذلك، فإن إمكانية اقتناء كاتمات الصوت قد أثارت مخاوف تتعلق بالسلامة العامة. في العديد من البلدان، يتم تنظيم استخدامها المدني عن كثب لمنع الانتهاكات المحتملة. يجادل مؤيدو هذه القوانين بأن كاتمات الصوت يمكن أن تسهل الأعمال الإجرامية من خلال السماح للجناة بإخفاء طلقاتهم.