يقول علماء السموم أن ’’الجرعة هي التي تصنع السم‘‘. وأن الجرعات المنخفضة من السم يمكن أن تقوي الجسم. فالنشاط البدني، والصيام المتقطع، والتقليل من السعرات الحرارية وبعض المركبات الغذائية تحفز الجسم وتنشط آليات مقاومة الإجهاد. وهي مفيدة إلى حد ما، ولكن إذا تم الافراط فيها يمكن أن تكون ضارة. فكيف تعمل هذه الممارسات والمواد على تنشيط آليات مقاومة الاجهاد ؟
التقليل من السعرات الحرارية
ينشط هذا البروتين أيضًا عوامل نسخ (FOXO)، وهذه العوامل لها دور مهم في وظائف التمثيل الغذائي. لأنها تنشط عمل إنزيمات مضادات الأكسدة (superoxide dismutase, catalase and glutathione peroxidase) التي تحارب الإجهاد التأكسدي وبالتالي تبطئ الشيخوخة.
التقليل من السعرات الحرارية يُجبر الجسم، بسبب عدم توفر الجلوكوز، على استخدام الدهون المخزنة. فيقوم بتحويل هذه الأخيرة إلى ’’كيتونات‘‘ لتصير مصدر للطاقة. وتُنتج أجسام الكيتون هذه تأثيرات مشابهة لتأثيرات بروتين (SIRT1) مثل عملية الالتهام الذاتي (تجديد الخلايا).
النشاط البدني
وترتبط الآثار المفيدة للنشاط البدني أيضًا بتنشيطها للآليات التي تزيد من مقاومة هذه الضغوط المختلفة تماما كما يحدث عند التقليل من السعرات الحرارية.
المواد الكيميائية النباتية
فالكافيين،والشاي الأخضر، والكركمين، والجلوكوزامين، والبوليفينول، والكيرسيتين (البصل، التفاح،..)، والريسفيراترول (العنب والنبيذ)، والسبيرميدين (فول الصويا، الفطر) والسلفورافان (البروكلي) هي جزيئات تنتج تأثيرات الاجهاد التأكسدي. على سبيل المثال، تحمي جرعة منخفضة من السلفورافان الخلايا من الإجهاد التأكسدي، وتؤدي جرعة أعلى من هذا المركب إلى تلف الحمض النووي مع تأثيرات سامة على الخلايا التي تؤدي إلى موت هذه الأخيرة. وبالمثل، فإن جرعة منخفضة من الريسفيراترول (2 مغ لكل كلغ) تقلل من تقرحات المعدة التي يسببها الالتهاب لدى الفئران، بينما تزيد الجرعات العالية (5 و10 مغ / كلغ) من ظهور القرحة وعلامات الالتهاب.