إن آثار الصيام، الممتد على مدى أيام عديدة، على جسم الإنسان برهان كبير على الطبيعة الخارقة لآليات التعافي الذاتي لجسم الانسان. فدعونا نلقي نظرة عن كتب عن التأثيرات المدهشة لهذه المعجزة الربانية.
بعد 3 ساعات من تناول آخر وجبة طعام
إذا كانت الوجبة غنية بالكربوهيدرات، فسيحدث ارتفاع في الأنسولين الذي سيعزز : إنتاج الطاقة، تخليق البروتين في العضلات، تخزين الجليكوجين (لاستعماله على المدى القصير) أو الدهون (لاستعمالها على المدى الطويل).
بعد 3 ساعات، ستعود مستويات الجلوكوز إلى طبيعتها.
بعد 4 ساعات إلى 24 ساعة
في هذه المرحلة لا يزال الجسم يستعمل ’’الجلوكوز‘‘ كوقود، ويستخدم مخزون الجليكوجين (الجلوكوز المخزن في العضلات والكبد) ولكنه سيتحول ببطء إلى استخدام الدهون. ولحظة الانتقال هذه تعتمد بالأساس على حجم مخزون ’’الجليكوجين‘‘ والمجهود المبدول من طرف المرء.
بعد 12 ساعة يبلغ هرمون النمو ذروته (وهو نفس الهرمون الذي يقوم بحقنه بعض الناس)، لأن له خصائص مضادة للشيخوخة، ويحرق الدهون، ويُصلح المفاصل ويصنع البروتينات.
بعد 12 إلى 24 ساعة تنخفض مستويات الجلوكوز بنسبة 20٪. وبعد 18 ساعة من الصوم، تبدأ أكثر ظاهرة قوية في الصوم وهي عملية الالتهام الذاتي أو الاوتوفاجي (Autophagy). حيث تساهم هذه العملية في إعادة تدوير البروتينات التالفة وكذا الميكروبات وتقوم بعكس ما يسمى عملية الـ (glycation) التي تتولد نتيجة الضرر الذي يلحق ببروتينات الجسم والذي يحصل خاصة بسبب استهلاك السكر.
كم مدة الصوم التي تحفز عملية الالتهام الذاتي (autophagy) ؟
تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن عملية الاوتوفاجي (autophagy) تبدأ ما بين 24 إلى 48 ساعة من الصيام. اعتمادًا على أيض (Metabolism) الفرد، قد تستغرق عملية الاوتوفاجي (autophagy) من يومين إلى أربعة أيام من الصيام عند البشر. تشير الأدلة الحالية إلى أن ما بين 18 ساعة إلى عدة أيام من الصيام مطلوبة حتى تنشط عملية الالتهام الذاتي. تزداد عملية الالتهام الذاتي (autophagy) مع توالي فترات الصيام، لذلك يوصى بالصيام لمدة 16الى 18 ساعة على الأقل يوميًا للإستفادة من عملية الإلتهام الذاتي.
بعد 24 ساعة من الصوم، يحدث انخفاض في مستويات الالتهاب
ويتم إصلاح الجهاز الهضمي وتكوين خلايا جذعية فيه بالإضافة إلى زيادة (عامل التغذية العصبية
المشتق من الدماغ والذي يعرف أيضا بـ BDNF) لتكوين خلايا عصبية جديدة.
وسيواصل الجسم عمليات الاصلاح بإفرازه لبيروكسيد الهيدروجين (مُؤكسد قوي) لقتل الميكروبات غير المرغوب فيها مع إفراز مضادات
الأكسدة لحماية الجسم من عملية التطهير هذه.
في هذه المرحلة، من المهم القيام بتمارين عضلية لاستخدام البروتينات التالفة وليس تلك الموجودة في العضلات.
بعد 24 إلى 72 ساعة من الصيام
في هذه المرحلة، ولتزويد الدماغ بالجلوكوز، يقوم الجسم بتصنيع الجلوكوز من الدهون وجسيمات الكيتونات والأحماض الأمينية. وبهذه الطريقة،
يستطيع الجسم إنتاج 80 غرام من الجلوكوز في اليوم (أي أكثر من 100 غرام من الأرز
الأبيض الخام)!
كما يلاحظ أيضا في هذه المرحلة انخفاض في مستوى هرمون ’’الغريلين‘‘ (هرمون الجوع)! حيث يعرف الجسم صعود وهبوط في مستويات ’’الغريلين‘‘ بشكل دوري، ولكن الكمية المتوسطة من هذا الهرمون تنخفض كل 24 ساعة. هذا يعني أن المرء سيشعر بجوع أقل في اليوم الثالث منه في اليوم الثاني ومنه في اليوم الأول.. وهكذا.
وبعد 48 ساعة من الصوم، يقوم الجسم بتحفيز للخلايا الجذعية والميتوكوندريا فيتولد عن ذلك تأثيرات قوية مضادة للسرطان.
بعد 72 إلى 120 ساعة من الصوم
ويلاحظ أيضا انخفاض في هرمون (IGF-1) (هرمون
النمو والتطور). وقد يبدو الأمر سلبيًا، ولكن الدراسات أتبتث أن الانخفاضات في هذا الهرمون بين الفينة والأخرى لها
خصائص مضادة للسرطان ومضادة للشيخوخة.