السبب يعود الى غابر الأزمان عندما كانت الكلاب تمشي على رجلين مثل البشر. في تلك الحقبة الغابرة، كان يحكم الكلاب إله إسمه (نونوس). وذات يوم بينما كانت كل الكلاب مجتمعة في حضرة (نونوس)، أطلق كلب ما ريحاً كريهة لاتُحتمل، وانتشرت الرائحة في المجلس الى أن وصلت الى (نونوس). غضب هذا الأخير غضبا شديداً. وصرخ فيهم : من الفاعل ؟.. لكن لاأحد يعلم..والفاعل لم يجرؤ على كشف نفسه.. فعاقب (نونوس) كل الكلاب وقام بمسخها فأصبحت تمشي على اربع.. ومنذ ذلك الحين دأبت الكلاب على اشتمام مؤخرة بعضها البعض لمعرفة من كان الفاعل، حتى يبرحوه ضربا..
انتظروا.. هل صدقتكم هذا الهراء ؟ إنها مجرد نكتة.. لادخال ابتسامة على قلوبكم.. لكن حقا، لماذا تشم الكلاب مؤخرة بعضها البعض ؟
في الواقع، كان الدكتور ’’جورج بريتي‘‘ من ’’فيلادلفيا‘‘ هو أول من
طرح، في عام 1975، هذا السؤال. حيث، درس في البداية حيوانين : وهما الكلاب
والذئاب الأمريكية. ووجد أن الغدد الشرجية عند الكلب تفرز مواد كيميائية مميزة، مما يسمح
بتحديد هوية كل حيوان.
وتلعب غدتان على وجه الخصوص دورًا أساسيًا.
وهما الغدة المفرزة، التي تعطي الكلب رائحته الفريدة، والغدة الدهنية التي ترطب الجلد والشعر.
وتعطي هذه الغدد لكل كلب رائحة مميزة تعتمد على عوامل عديدة مثل نظامه الغذائي، وجنسه، وحالته النفسية.. وهكذا، فإن الكلاب تستطع جمع أكبر كم من المعلومات عن بعضها البعض من خلال شم مؤخرتها.
وتجذر الاشارة الى أن للكلاب حاسة شم أكثر تطوراً من حاسةالشم لدى البشر بمقدار 10000 إلى 100000 مرة. ومع ذلك، نظرًا لوجود الغدد في منطقة الشرج، تختلط الروائح مع رائحة البراز. ولكن الكلاب تستطيع التمييز بينها من خلال نظامها الشمي الثانوي، المعروف باسم ’’عضو جاكوبسون‘‘. وهذا العضو يتواجد لدى جميع الثدييات.ويتواجد، أيضا، عند البشر أسفل السطح الداخلي للأنف. وهو متخصص في الكشف عن ’’الفيرومونات‘‘، وبفضل شبكته الخاصة من الأعصاب، فهو مستقل عن الأنف. والمعلومات التي يجمعها تنتقل مباشرة إلى الدماغ. وبالتالي يتمكن الكلب بعد ذلك من تحليلها دون تداخل روائح غير مرغوب فيها.
لماذا تلتصق الكلاب عند التزاوج ؟
في الواقع، إن الانتصاب الكامل لدى الكلب هو الذي يسبب هذه الظاهرة. حيث فقط عندما يلج الكلب قضيبه في الأنثى يمكن أن يكون لديه انتصاب كامل.
فتقوم عضلات مهبل الأنثى بالإحاطة بقوة بالقضيب، والنتيجة هي التصاق الكلبين ببعضها البعض. ولا ينتهي هذا الإلتصاق إلا بمجرد انتهاء الانتصاب، أي بعد انتهاء عملية التزاوج التي يمكن أن تدوم ما بين 5 و 30 دقيقة.