يقع الهرم الأكبر على خط طول 30، وخط عرض 30، مع انحراف طفيف للغاية، يُقدّر بدقيقة واحدة، و51 ثانية، عن خط الطول 30، وأنه من المدهش أن هذا الانحراف يعادل نسبة انحراف الضوء، وهو يعبر الغلاف الجوي..
زواياه الأربع توافق الجهات الأصلية بدقة متناهية، حتى أن بعض العلماء قد اعترضوا يوما، بحجة وجود زواية انحراف ضئيلة عن الجهات الأصلية، ولكن بعد استخدام الأجهزة الالكترونية الحديثة للقياس، ثبت أن زوايا الهرم هي الأدق، والأصح..
محيط قاعدته يساوي بالذراع الهرمي، المستخدم كوحدة قياس في بنائه، عدد أيام قرن كامل، أي 365.25 × 100 - 36525 ذراعا هرميَّا..
ارتفاعه مضروبا في مليار، يساوي متوسط المسافة بين الأرض والشمس تماما..
بقي أن تعلم أن الهرم الأكبر، الذي يحوي كل هذا، قد بُني، طبقا لكل هذه الدراسات، منذ خمسة آلاف عام.. فيا لها من معجزة !!..
الذي جاء في سلام..
من وضع تصميم الهرم ؟..
هل ألقيت على نفسك يوما هذا السؤال، وأنت تقف أمام الأهرامات بكل ضخامتها وعظمتها ؟.. أو حتى وأنت تشاهد صورها ؟..
من المؤكد أن مصمم الشيء العظيم هو شخص أكثر عظمة، لأنه صاحب العقل الذي يبتكر..
والحكيم الفرعوني (أمحتب) هو قمة العظمة والعبقرية، في تاريخ (مصر) القديمة كله.. وهو أكثر الفراعنة غموضا..
لقد ظهر (أمحتب) فجأة، في التاريخ الفرعوني القديم، وهو يحمل سمات عبقرية فذة، تجمع ما بين النبوغ في العمارة والنحت، والتفوق الرهيب في الطب وفروعه، حتى لقد اعتبره المصريون القدامى أشبه بإله الطب، أو إله المعرفة..
وفي عصر الملك (زوسر)، مؤسس الأسرة الثالثة، بدأ الملك، كعادة كل ملوك الفراعنة، في بناء مقبرته، ووضعها على الشكل التقليدي، كمصطبة كبيرة فاخرة، إلا أن (أمحتب) رفض هذا، وقدّم له تصميما لشكل جديد، خلب لب الملك.. وظهر هرم (زوسر) المدرَّج..
وانبهر الملك، حتى أنه سمح لـ (أمحتب) بكتابة اسمه على كل التماثيل، التي تُصنع له، وكان هذا تكريما رهيبا في ذلك العصر، حيث لم يكن يحق لبشري كتابة اسمه على تمثاله، سوى للمك وحده، بصفته أحد الآلهة، بحسب المعتقدات القديمة، وترك لنا هذا صورة واضحة لـ (أمحتب)، في التماثيل التي تحمل اسمه، والتي يبدو فيها (أمحتب) حليقا، بلا لحية مقدّسة، كعادة أهل عصره، ويرتدي تاجا مميَّزا، وثوبا بسيطا..
وبسبب عبقريته، حصل (أمحتب) على عدة وظائف في قصر الملك، فقد كان المشرف العام على الإنشاءات الملكية، وعلى إدارة القصر، وحصل على لقب رئيس المثالين، وكان كبير كهنة الشمس، في معبد (أيون)، ثم حاكماً ووزيرا بعد هذا..
ثم اختفى.. نعم اختفى، ليكمل أركان ذلك اللغز، الذي تركه لنا عبر التاريخ، فقد ظهر (أمحتب) فجأة، كما سبق أن ذكرنا، واسمه نفسه يعني في اللغة الهيروغليفية القديمة، ’’ ذلك الذي جاء في سلام‘‘..
فهل ذهب أيضا في سلام ؟
من أين جاء (أمحتب)، وإلى أين ذهب ؟..
لا أحد يدري.. إنه لغز.. لغز رجل امتلك يوما كل القوة.. وكل هذه العبقرية..