تفشل أدوية الاكتئاب في حوالي 30٪ من الحالات، مما يدل على أنها لا تستهدف دائمًا الأسباب الحقيقية للمرض. وتشير دراسات مختلفة إلى أن الاكتئاب مرتبط بالتهاب الدماغ وضعف في وظائف الأوعية الدموية. وغالبًا ما يكون الأشخاص المصابون بالأمراض الالتهابية وأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب.
في الواقع، الدماغ معزول عن باقي الجسم بواسطة ’’الحاجز الدموي الدماغي‘‘. حيث يتحكم هذا الحاجز المادي، المكون من الأوعية الدموية والخلايا، في مرور الجزيئات الكيميائية والتبادلات التي تتم بين الدم والدماغ. وعندما يصير هذا الحاجز أكثر نفاذية، فإنه يسمح للسموم أو الجزيئات المسببة للالتهابات بالعبور إلى الدماغ، مما يزيد من خطر الالتهاب والمرض. فمرض الزهايمر، على سبيل المثال، قد يكون مرتبط بالمسامية الزائدة لهذا الحاجز (حيث يصير أكثر نفاذية).
ما توصلت إليه الدراسة
الدراسة، التي نُشرت في مجلة PNAS، من قبل مجموعة من الباحثين الكنديين والأوروبيين والأمريكيين. وقد أظهرت أن أعراض الاكتئاب، لدى الفئران، كانت مرتبطة بضعف الحاجز الدموي الدماغي في منطقة في الدماغ تسمى(nucleus accumbens)، وهذه المنطقة لها دور في التحكم في الحالة المزاجية.
على وجه التحديد، نفاذية الحاجز الدموي الدماغي كانت ناتجة عن نقص بروتين claudin-5، الذي يتمركز على مستوى الوصلات الضيقة. حيث تعمل هذه الوصلات الضيقة الموجودة بين خلايا الأوعية الدموية (في الحاجز الدماغي) على منع مرور الجزيئات الكميائية. وقد لوحظت نتائج مماثلة في أدمغة الأشخاص المتوفين الذين عانوا من الاكتئاب: فلدى هؤلاء أيضًا، لوحظ نقص في بروتين كلودين-5 في منطقة (nucleus accumbens) وكان الحاجز الدموي الدماغي لديهم أكثر نفاذية.
وأوضح الباحثون أن زيادة نفاذية هذا الحاجز بمثابة فتح الباب على مصراعيه نحو الدماغ. حيث يمكن للجزيئات المسببة للالتهابات، والتي في العادة يتم منعها من الدخول، أن تشق طريقها نحو الدماغ وتتسبب في التهاب الأنسجة العصبية.