توصّل (بيتر أدامو)، الباحث، الأمريكي، في العلاج الطبيعي، إلى أن بعض الليكتينات (البروتينات الموجودة في الأطعمة) يتم امتصاصها جيدًا إلى حد ما من قبل الجسم اعتمادًا على فصيلة دم الشخص.
على سبيل المثال، الأفراد ذوي فصيلة الدم (O) يهضمون اللحوم الحمراء جيدًا، بينما الأشخاص ذوي فصيلة الدم (A) لديهم صعوبة في ذلك. فبعد سنوات من البحوث التي أجراها على مرضاه والتحقق من المعلومات الطبية، خطرت لهذا الطبيب الأمريكي فكرة ذكية لابتكار 4 أنظمة غذائية تتوافق مع فصائل الدم الأربع، من أجل مساعدة الناس على معرفة النظام الغذائي الأكثر ملاءمة لهم.
النظام الغذائي حسب فصيلة الدم لا يعني بالضرورة نظاما غذائيا لفقدان الوزن. إنه فقط أسلوب حياة صحي. ومن المنطقي عندما نستهلك الأطعمة التي تناسبنا، فإننا نصير في حال أفضل ووزن مثالي.
ما هو النظام الغذائي لفصيلة الدم ؟
اخترع هذا العلاج طبيب العلاج الطبيعي الأمريكي (بيتر جيه أدامو) في الثمانينيات، وفي ذلك الوقت كان الرجل يتبع مرضى في المنتجع الصحي في مركز العلاج بمياه البحر. ولاحظ أنه على الرغم من تقديم نفس البرنامج الغذائي للجميع، إلا أن المرضى لم يتفاعلوا بنفس الطريقة. ثم نظر إلى فصيلة دم الجميع. وتوصل إلى فرضيات معينة أبرزها أنه يستطيع اقتراح برنامج محدد لكل فصيلة دم.
قدم المعالج الطبيعي نظرياته في كتاب Eat Right 4 Your Type، وهو من أكثر الكتب مبيعا والذي صدر في عام 1996. ووفقا له، يجب على الأشخاص ذوي فصيلة الدم O ألا يأكلوا نفس الأشياء التي يتناولها الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم A أو B. وهو يعتقد أن فصيلة الدم O ظهرت خلال حقبة الصيادون-الجامعون، والأشخاص ذوي هذه الفصيلة يجدون صعوبة في هضم الحبوب وبالتالي يجب عليهم التركيز بدلاً من ذلك على البروتينات الحيوانية.
وفي المقابل، فإن الأفراد ذوي فصيلة الدم A، وهي الفصيلة التي من المفترض أنها ظهرت وقت ظهور الزراعة، يجب أن يتناولوا الفواكه والخضروات بشكل أساسي. أما ذوي فصيلة الدم (ب) فعليهم التركيز على منتجات الألبان. أخيرًا، يمكن لأصحاب الفصيلة AB تبني نظام الفصائل A و B.
النظام الغذائي لفصيلة الدم (O)
- تناول الخضار أيضًا. فطبق من الكرنب الأخضر يحتوي على نفس القدر من الكالسيوم الموجود في كوب من الحليب. ويجب تضمين هذه الأطعمة في كل الوجبات، بالإضافة إلى تناول وجبات خفيفة غنية بالحبوب والبذور الزيتية.
- منتجات الألبان مثل حليب الماعز أو الأغنام.
- لايجب الافراط في تناول الفاكهة، لأن الجسم يميل أكثر إلى تخزين السكريات.
الأطعمة التي يجب تجنبها لفصيلة الدم (O)
- القمح ومشتقاته (تجنب الغلوتين)
- الحوامض، الموز، والشمام
النظام الغذائي لفصيلة الدم (A)
- ينصح بالأسماك الزيتية (الماكريل والسردين على سبيل المثال).
- النباتات غنية أيضًا بالأوميغا 3 وخاصة فول الصويا والبذور الزيتية.
- الحبوب والفواكه والخضروات بالطبع. وفي حالة عدم وجود اللحوم، من أجل تفادي نقص البروتينات أو الأحماض الأمينية الأساسية، يُنصح بجمع البقوليات والحبوب في نفس الوجبة.
الأطعمة غير الموصى بها لفصيلة الدم (A)
- فواكه البحر
- اللحوم الحمراء
- البقوليات
- بعض الخضروات مثل الطماطم والباذنجان والبطاطس
النظام الغذائي لفصيلة الدم (B)
- يمتص جسم أصحاب هذه الفصيلة بسهولة جميع الأطعمة : اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والبقوليات والبذور الزيتية والحبوب والفواكه والخضروات.
- زيت الزيتون
الأطعمة التي يجب تجنبها بالنسبة للفصيلة (B)
- قد يبدو الأمر غريباً، إلا أن أصحاب فصيلة الدم (B) يفضل لهم الدقيق الأبيض على الدقيق الكامل.
- بعض الخضروات مثل الزيتون والخرشوف واليقطين والطماطم
- الفواكه الاستوائية
النظام الغذائي لفصيلة الدم (AB)
عليهم أيضا اختيار مصادر البروتين السهلة الهضم مثل البقوليات وفول الصويا والأسماك، والتقليل من تناول اللحوم الدهنية. أيضا، عليهم تناول منتجات الألبان باعتدال، أو اختيار منتجات الالبان المخمرة. والاكثار من تناول الخضار كلما أمكن ذلك.
هل من دليل علمي يؤكد صحة النظام الغذائي لفصيلة الدم ؟
من مشاكل هذا النظام الغذائي أنه يعتمد على الملاحظات والتفسيرات وليس على الأدلة العلمية. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (PLoS Journal) المرموقة أنه غير فعال. حيث تم نشر البحث في عام 2020، وركز على 244 مشاركًا تمت متابعتهم لمدة ستة عشر أسبوعًا. اتبع جزء منهم نظامًا غذائيًا قليل الدهون ونباتيًا بشكل أساسي، والنصف الآخر لم يتبع نظامًا غذائيًا خاصًا واستمر في استهلاك اللحوم.
عندما نظر العلماء لمعرفة ما إذا كان هناك أي اختلافات في التمثيل الغذائي بين فصائل الدم، لم يجدوا شيئًا.
ما هي مشاكل هذا النظام الغذائي ؟
المشكلة مع هذا النظام الغذائي هو أنه مقيد للغاية. مثل جميع البرامج الغذائية، يمكن أن تؤدي الصرامة في الحمية إلى فقدان الوزن لدى بعض الأشخاص بسهولة أكبر، ولهذا السبب قد نعتقد أنه فعال. لكن من الناحية العملية، فإننا نفرض أطعمة لا تتكيف بالضرورة مع ذوق الشخص أو احتياجاته أو عاداته الغذائية.
هذا النظام الغذائي لا يأخذ بالضرورة في الاعتبار الأمراض أو المشاكل الصحية. نحن لا نطرح على أنفسنا سؤالاً عن مشاكل الكلى لدى شخص من فصيلة الدم O الذي سيأكل الكثير من البروتينات الحيوانية. يوصى عمومًا بالتحكم في كمية البروتين التي تتناولها، خاصة في حالات الفشل الكلوي.
وأخيرا، من خلال تفضيل فئة من الأطعمة، يكون خطر النقص أكبر. قد يفتقر ذوي فصيلة االدم O إلى الحبوب والألياف النباتية والمغنيسيوم والكالسيوم وفيتامينات B ولكن أيضًا فيتامين D، بينما قد يفتقر أفراد قصيلة الدم A إلى الحديد والبروتين، كما أن وجود الكثير من الألياف يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي.
تناول القليل من كل شيء
بدلاً من هذا النظام الغذائي، يوصي علماء التغذية باتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن. وإذا كان لابد من تجنب طعام معين، فهو بالأحرى المنتجات الصناعية. النظام الغذائي المتوازن أسهل في النمذجة، خاصة في حالات الأمراض المعروفة.
ويوصي الخبراء بتنويع الطعام، وتفضيل الأطعمة العضوية أو الأطعمة من الزراعة المستدامة إن أمكن ذلك، والطهي على درجات حرارة منخفضة. ويجب أن يتكون الطبق من نصف خضار وربع بروتين وربع كربوهيدرات. وفيما يتعلق بالبروتينات، من المهم التنويع بين البروتينات ذات الأصل الحيواني والنباتي (العدس والحمص والفاصوليا المجففة). يجب أن يقتصر تناول اللحوم الحمراء على مرة أو مرتين في الأسبوع. وينبغي تفضيل الأسماك الدهنية الصغيرة مثل السردين والماكريل بدلاً من سمك السلمون الذي يحتوي على معادن ثقيلة. وينصح أيضًا بالزيوت النباتية المختلفة – زيت الزيتون وبذور اللفت والمكسرات. بالنسبة للمشروبات، من الأفضل تجنب المشروبات السكرية وتجنب الكحول. واستهلاك ما يكفي من الماء.
وأخيرًا، يمكن استهلاك منتجات الألبان مرتين يوميًا، مع تناول قطعة جبن كحد الأقصى في اليوم. وطبعا يجب ممارسة نشاط بدني منتظم وأنشطة تقلل التوتر وتبني عادات نوم جيدة.