للإجابة على هذا السؤال، قام باحثون أمريكيون بتتبع سلوك عددٍ من الطلاب. حيث سعوا إلى معرفة اللحظات التي شعر فيها الطلاب أنهم كانوا أكثر قدرةً على اكتساب المعرفة وحفظ معلومات جديدة. كما استقصوا أيضا عن جودة نومهم.
ومن تحليل النتائج، تبين أن الساعات الأكثر ملاءمة للدراسة تبدأ من 11 صباحًا إلى 9:30 مساءً.
التعلم يكون أسهل في المساء
في الواقع، فترة الصباح أيضًا لا تعد الوقت الافضل لتعلم الأطفال. على الأقل، هذا ما أظهرته نتائج دراسة بريطانية. حيث، أراد باحثون بريطانيون فهم، من خلال دراسة مجموعة أطفال(60 طفلا)، تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا، كيف يستطيعون تذكر الكلمات أو المصطلحات التي درسوها.
فلاحظ الباحثون أن الأطفال وجدوا سهولة أكبر في تذكر الكلمات التي تعلموها في بداية المساء. وربما يكون السبب في ذلك هو الفاصل الزمني القصير بين لحظة التعلم والنوم. حيث، من المعروف أن عملية حفظ المعلومات في الذاكرة تكون قوية قبل لحظات من الخلود للنوم. لذلك من الأفضل التركيز على هذه اللحظة، من خلال سرد قصص مفيدة، من أجل اثراء المستوى المعرفي واللغوي للطفل.
ما هي أفضل طريقة للتعلم ؟
إن أفضل طريقة لتعلم أي شيء ليس بإعادة قراءته عدة مرات (تكراره)، ولكن قراءته مرة واحدة، ثم محاولة تذكره بواسطة اختبارت.
في الحقيقة، يطلق علماء النفس على هذا الامر اسم ' تأثير الاختبار' (the test effect) ويستند إلى حقيقة أن التذكر يكون أقوى عندما يحاول المرء تذكر ما قرأه من خلال الاختبارات، بدلاً من إعادة قراءته من خلال التكرار.
وقد سلطت تجربة، أجريت عام 2003، الضوء على هذه الظاهرة. حيث طُلب من المشاركين بإعادة قراءة قائمة من 40
كلمة 5 مرات أو مراجعتها مرة واحدة ثم إجراء 4 اختبارات استظهار(التذكر). ثم خضعوا
لاختبار التذكر بعد 5 دقائق أو أسبوع.
لقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين قرأوا قائمة
الكلمات 5 مرات كان أداءهم أفضل بشكل ملحوظ في اختبار الاستظهار بعد 5 دقائق. لكن
المشاركين الذين قرأوا قائمة الكلمات مرة واحدة فقط ثم أجروا اختبارات التذكر حصلوا على نتائج
أفضل بعد أسبوع. وبعبارة أخرى، فالاختبارات قد ساعدتهم على تعزيز ذاكرتهم على المدى
الطويل.
والأبحاث الحديثة تؤكد أن الجمع بين الاختبار والتحقق الفوري (التحقق، بعد اجراء الاحتبار، مما إذا كانت الإجابة صحيحة أم لا) يعتبر أكثر فاعلية في تذكر المعلومات.
وهكذا فالإستراتيجية الأكثر فاعلية لتذكر المعلومات، حسب هذه الدراسات، هي ببساطة اختبار وتدريب المرء نفسه على تذكرها.