من الممكن اعتبار جسم الانسان بمثابة أنبوبة تحيط بها جدران سميكة جدا، وتصب فيها مختلف المواد عن طريق الهواء والشراب والطعام. وتأخذ الخلايا المواد المفيدة من أجل استخدامها في عمليات البناء وتوليد الطاقة. أما المواد الضارة والفضلات التي تنتج من هذه العمليات فيتم التخلص منها.
ويقوم الجلد بحماية الجسم من الخارج ومن الداخل
أيضا. فبينما يكون الجلد داخل
الجسم ناعما ورطبا، فإننا نجد أن سطح الجلد الخارجي يكون جافا وخشنا. فهذه الطبقة
الخارجية من الجلد تتكون من
خلايا ميتة تعمل كالدرع الواقية وتمنع دخول الميكروبات. ولأن الفيروسات لا تهاجم
إلا الخلايا الحية، فإنها تفشل في
غزو الجسم عن طريق خلايا الجلد الميتة. أما البكتريا. فإنهالا تستطيع أن تغزو الجلد السليم.
ولكن عندما تغزو الميكروبات الجسم فإنها تتكاثر
بطريقة سريعة جدا. وفى الوقت
نفسه تبدأ خلايا جهاز المناعة في إنتاج أعداد هائلة من الأجسام المضادة ومن
الخلايا القاتلة المصممة على مقاس
الميكروب الغازي. وتستغرق هذه العملية بعض الوقت. وخلال فترة الإعداد هذه نشعر بالمرض ونعاني كثيرا. ولدهشتنا نجد أن الميكروبات ليست هي السبب في أعراض المرض مثل الحمى والشعور بالضعف. إنه جهاز المناعة الذي يقوم بهذا. فهو يرسل مواد تأمر الجسم بأن يشعر بالضعف والمرض وكأنه يقول: اذهب واسترح على السرير لا ترهق
بدنك! لا تستنفد طاقة جسمك لأن خلايا المناعة تحتاج بشدة إلى هذه الطاقة.
لماذا نصاب بالحمى؟
تعتر الإصابة بالحمى من الوسائل التي تساعد على شفاء الجسم. فالحمى تزيد من عملية إنتاج الأجسام المضادة وتنشط تكاثر الخلايا التائية القاتلة. وتستغرق الخلايا التائية أياما قلية للقيام بعملها وتدمير كل الميكروبات. وبعدها بالطبع نشعر بالتحسن في صحتنا من جديد. إنها مهمة صعبة أن يتم التعرف على الميكروب الغازي أولا ثم أن يتم بناء وإنتاج الأسلحة من الألف إلى الياء للتخلص من هذا الميكروب بعينه. فهذه العملية تستغرق وقتا طويلا وجهدا كبيرا.
الميكروبات ليست كلها ضارة
هناك أنواع من البكتريا تعيش في سلام مع خلايا الجسم. فمثلا، تساعدنا بعض البكتريا التي تعيش في
الأمعاء على هضم الطعام. ولكن هناك
أنواعا أخرى مثل بكتريا التسوس
تسبب لنا الأضرار. كما أن البعض الآخر
يدمر خلايا الجسم من أجل أن يعيش ويبقى. وهذه
النوعية الأخيرة هي الجراثيم التي تسبب لنا
الأمراض المعدية. أما بالنسبة للميكروبات الموجودة
خارج الجسم فنستطيع أن نتغلب على أضرارها
باستعمال الصابون الذي يقتل معظم الفيروسات. كما أن تعقيم الماء بالغليان
يؤدى إلى قتل البكتريا.