أظهرت دراسة أمريكية، نشرت في مجلة (the Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism)، أن تأخير وجبة العشاء يزيد من مخاطر الاصابة بالسمنة ومرض السكري.
وللوصول إلى هذا الاستنتاج، درس باحثون من جامعة (جون هوبكنز) في الولايات المتحدة ملف عشرة رجال وعشر نساء. حيث اعتاد كل واحد من المشاركين العشرين على النوم بين الساعة العاشرة مساءً والساعة الواحدة صباحًا، والاستيقاظ في حوالي الساعة السابعة صباحًا. لكن الفرق بين هؤلاء الناس هو في الوقت الذي يتناولون فيه العشاء. والذي يبدأ من السادسة مساءً إلى العاشرة ليلاً.
وقد لاحظ العلماء أن تناول وجبة العشاء في وقت متأخر من الليل يؤدي إلى
تغيرات في الأيض أو التمثيل الغذائي مثل ارتفاع مستويات الجلوكوز وتأخير ارتفاع الدهون الثلاثية
وانخفاض أكسدة الأحماض الدهنية الحرة والغذائية. وبعبارة أخرى، كلما تناولنا
الطعام في وقت متأخر من الليل، كلما زاد معدل السكر في الدم وقل حرق الدهون في الجسم.
في الواقع، اكتشف العلماء أن عملية امتصاص الأنسولين تتغير جوهريًا في المساء والليل. حيث في هذا الوقت من اليوم، تكون أقل كفاءة. ويبدأ هذا التغيير في وقت مبكر، من الساعة 8 مساءً.
وإذا تناول المرء العشاء (في وقت متأخر من الليل) من وقت لآخر، فلن يلحظ أية مشاكل. ولكن إذا تحول الأمر الى عادة يومية، كما هو الحال في بعض البلدان مثل أمريكا الجنوبية، فهنا تبدأ المشاكل.
الساعة البيولوجية
إن أي شيء يعطل إيقاع الساعة البيولوجية، مثل التعرض لضوء شاشات الهاتف والحاسوب في المساء، أو قلة النوم، أو العمل ليلاً أو السفر في الرحلات الجوية الطويلة، كل ذلك له عواقب فسيولوجية على استقلاب الجلوكوز في الجسم. والنتيجة هي زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 على المدى البعيد.
لهذا يوصي خبراء التغذية بتناول وجبة العشاء قبل الساعة الثامنة مساءً. ويُفضل أيضًا تناول وجبة عشاء خفيفة، واختيار الأطعمة التي لا ترفع نسبة السكر في الدم كثيرًا وتجنب الأطعمة المصنعة والأرز الأبيض والبطاطا والحلويات الحلوة، واختيار بدلاً منها الأطعمة النشوية ذات مؤشر نسبة السكرمنخفض، مثل البقوليات، التي توفر أيضًا البروتين، أو الحبوب الكاملة، مع الخضار. ويمكن أيضًا إضافة جزء من الأسماك الدهنية إلى طبق العشاء، ولكن يجب تجنب اللحوم، خاصة اللحوم الحمراء، وكذلك منتجات الألبان.