لاشك أنكم تعرفون أن المظاهر خداعة ولايمكن الوثوق بها. في الواقع، الأمر ينطبق تماما على الغيوم أو السحب العائمة في السماء ! فهذه السحب، رغم مظهرها القطني، هي بمثابة جبال حقيقية معلقة فوق رؤوسنا ! والسبب هو تكونها من مليارات قطرات الماء والجليد، حيث يمكن لهذه الكتل البخارية أن تزن عدة أطنان.
فمع كثافة مياه تبلغ حوالي 0.5 جغ / م
3، يمكن أن تزن السحابة التي تبلغ كثافة المياه فيها 100 كيلومتر مكعب 500000 طن.
كيف تتشكل هذه السحب ؟
في الوقع، تشكلها هو جزء من عملية، يعرفها الكل، وهي (دورة الماء). فتحت تأثير حرارة الشمس، يتبخر الماء ويرتفع إلى أن يصل الى ارتفاع يبرد فيه ويتحول إلى قطرات تتكتل أو تتكاتف حول جزيئات محيطة. وتلي ظاهرة التكاثف هذه ظاهرة التجمد (في حالة صادف الماء المكتف منطقة ذات درجات حرارة منخفضة).
وعلى الرغم من كونها ضخمة، إلا أن هذه الغيوم تسبح في الجو دون أن تسقط علينا. فكيف يمكن تفسير ذلك؟
إنها قوانين الفزياء. والأمر بسيط للغاية : فجزيئات الماء أخف من
النيتروجين والأكسجين (التي تشكل الغلاف الجوي)؛ وبالتالي فإن كثافتها - في جميع
الحالات - أقل من كثافة الهواء المحيط (تصل كثافة السحابة الى 1.3 كغ
/ م 3 مقابل 1.7 كغ / م 3 للهواء المحيط).
ومع ذلك، فعندما تصير السحابة مثقلة بالماء، تخفف هذه الأخيرة من وزنها، بالتخلص منه على شكل مطر، ثلج أو برد.
وقبل سقوطها، تظل هذه القطرات (سواء كانت ماء، ثلج أو برد) معلقة بسبب الحركات الصاعدة للهواء، بينما تبقى في حالة متماسكة تحت تأثير الكهرباء الساكنة الناتجة عن السحابة.