إن المشكلة مع الكالسيوم هي أنه يتراكم ويستقر في أماكن لا يجب أن يكون فيها، خاصة في الشرايين. وكثرة الكالسيوم في الشرايين، تسبب ما يسمى بـ (تكلس الشرايين) : حيث تصبح الشرايين صلبة، وتضيق، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبة القلبية ! وإذا كنت تتناول مكملات الكالسيوم، فالخطر يكون مضاعفا.
فإذا كان تناول الكثير من
الكالسيوم يعدّ أمرًا خطيرًا، فما الذي يمكن فعله للحفاظ على قوة وصلابة العظام ؟ الجواب بسيط للغاية : يجب الجمع بين العناصر الثلاثة الضرورية والمهمة، ليس فقط، لصحة العظام، بل والتي تقلل أيضًا من خطر الكالسيوم على القلب !
1- المغنيسيوم
لقد أولى الإسكندنافيون اهتماما كبيرا لمرض
هشاشة العظام. فرغم كونهم أكثر الشعوب استهلاكا للحليب في العالم، إلا أنهم، أيضا، من أكثر الشعوب اصابة بهشاشة العظام. لذلك درس باحثون نرويجيون تأثير مياه الصنبور على العظام. فاكتشفوا أن الذين يستهلكون ماء الصنبور
الغني بالمغنيسيوم عانوا بشكل أقل من هشاشة العظام بالمقارنة مع أولائك الذين كانوا يقطنون في مناطق حيث ماء الصنبور غني بالكالسيوم.
2- فيتامين (د)
من المعروف أن فيتامين (د) يساعد في امتصاص
المعادن: فهو الذي يساعد الجسم على استخدام المغنيسيوم والكالسيوم (بدلاً من طرحهم إلى الخارج عبر المخارج الطبيعية). لكن هذا الفيتامين يعمل أيضًا بشكل مباشر
في بناء هيكل العظام، حيث يقوم بتثبيث الكالسيوم على العظام.
للتزود بفيتامين (د)، يجب التعرض للشمس بين أبريل وأكتوبر كل يوم، مدة 10 إلى 20 دقيقة، ما بين 11
صباحًا و3 مساءً، وتغطية الوجه والرأس لتفادي الاصابة بضربة شمس.
3- فيتامين (ك 2)
رأينا سالفا، أن فيتامين (د) هو الذي يساعد الكالسيوم على الدخول إلى الجسم، لكن هذا الكالسيوم بحاجة إلى من يقوده إلى المكان الصحيح ! أي العظم بدلا من الشرايين. وصاحب هذه المهمة هو فيتامين (ك2) !
هذا الفيتامين لا يقوم فقط بتتبيث الكالسيوم في مكانه الصحيح (العظام، الأسنان...) بل وفي نفس
الوقت يقوم بإخراجه من الأنسجة المرنة مثل الشرايين، حيث يسبب الضرر. وهذا مفيد بشكل خاص للنساء بعد سن اليأس،
اللواتي يعانين من هشاشة العظام و تكلس الشرايين !
وكخلاصة، فمن الواضح أن
الكالسيوم ضروري لعظام قوية. ولكن بجرعات معقولة. وعدم التركيز على هذا العنصر لوحده، لأنه، بدون العناصر الثلاثة الأخرى، يبقى مفعوله ضعيفا.