تقوم محطات معالجة مياه الشرب بعمل جبار، لإزالة جميع البكتيريا الخطرة من المياه قبل أن تصلك إلى بيتك. وللتخلص من البكتيريا
"الضارة"، تستخدم هذه المحطات الكلور. الكلور يقتل البكتيريا
في مياه الشرب ولكن المشكلة أنه يقتل أيضا البكتيريا (النافعة) في جسمك !
عندما تشرب مياه الصنبور، فإنك تبتلع أيضا الكلور الذي يضر بالفلورا المعوية (البكتيريا النافعة في الأمعاء)، ما ينتج عنه عواقب صحية وخيمة على المدى البعيد. والكلور يزيد، أيضا، من "الإجهاد
التأكسدي" لخلايا الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وهذا ما يفسر، سبب ارتفاع حالات الاصابة بسرطان المثانة لدى السباحين في المسابح المعالجة بالكلور.
إلى جانب الكلور تستعمل محطات
معالجة مياه الشرب كبريتات الألومينا لتصفية المياه،
وهكذا تنتهي كميات صغيرة من الألومنيوم في مياه الشرب في بيتك. ومن المعروف أن الألومنيوم مادة سامة للأعصاب، ما يعني أنها ستلحق ضررا كبيرا بدماغك مع مرور الوقت.
وهذا ليس كل شيء. فالمشكلة الكبيرة الأخرى هي أن معظم محطات معالجة مياه الشرب لا تقوم بتصفية المياه من المبيدات الكيماوية ونفايات الأدوية. وبالتالي فأنت تتناول يوميا جرعات دقيقة من حبوب منع الحمل، وأدوية الباراسيتامول،
ومضادات الاكتئاب والمضادات الحيوية. وعندما نرى تأثير كل هذه الملوثات، على سلوك بعض أسماك المياه العذبة، فمن الأفضل تجنب شرب
هذه المياه !
وآخر نقطة حول ماء الصنبورهي : أنه يمكن أن
تحتوي أنابيب المياه على "الفثالات" (وهي إحدى المواد التي تسبب خلل في خلايا الجسم) أو ربما أسوأ أن تحتوي على الرصاص (مادة خطيرة سامة للأعصاب) في حالة كان نظام الأنابيب من النوع القديم. ولإزالة الشك حول الأمر، يمكن التقصي حول ذلك لدى الجهات الخاصة.
هل يجب استبدال مياه الصنبور بالمياه المعبأة في القناني؟
صحيح أن القناني البلاستيكية ضارة بالبيئة،
مع الأسف. وأن شرب هذا النوع من المياه مكلف جدا. وصحيح أيضًا أن البلاستيك
المكون للقناني ليس جيدا للصحة، حيث قد تنتقل مواد مثل الأنتيمون
أو الفورمالديهايد أو الأسيتالديهايد إلى الماء عندما ترتفع درجة حرارة القنينة شيئا ما، لذا يجب تجنب وضع قنينة المياه في الشمس أو بالقرب من مصدر حراري. ولكن مقارنة بمياه الصنبور، من الواضح أن المياه المعبأة في القناني هي أقل ضررا.
مياه الينابيع والمياه المعدنية لا تحتوي على سموم مثل المبيدات الحشرية ومخلفات الأدوية أو المعادن الخطرة مثل
الرصاص أو الألمنيوم ! وعلى عكس الاعتقاد السائد، يمكن شرب
الماء الغني ببيكربونات الصوديوم دون التعرض لخطر احتمال زيادة ضغط الدم (لأن كلوريد الصوديوم هو المضر، وليس البيكربونات). يجب فقط تجنب شرب المياه الغنية جدا بالفليور كل يوم.
وللإشارة، كل قناني المياه البلاستيكية لها تاريخ انتهاء الصلاحية. لكن في الواقع، التاريخ المدون على هذه القناني يشير الى الوقت الذي يبدأ فيه البلاستيك في التحلل. وبالتالي قد تذوب جزيئات البلاستيك في الماء.
يعد تحلل البلاستيك مشكلة بيئية كبيرة، والتأثيرات الصحية لجزيئات البلاستيك الدقيقة على أجسامنا ليست معروفة بالكامل بعد. يتحلل البلاستيك من خلال مجموعة متنوعة من العمليات، وأهمها عادة الأكسدة الضوئية.