في الواقع، ظهر (الجينز) في القرن السادس عشر، حيث تم استخدامه من قبل البحرية في مدينة جنوة (Genoa) في إيطاليا. وقد كان يتم صنع أشرعة القوارب وملابس البحارة من هذا القماش أو النسيج المكون من القطن والكتان. وكانت جنوة تقوم بتصدير هذا النسيج في جميع أنحاء أوروبا. وقد كان يسمى بالفعل بـ "جين" نسبة إلى مدينة جنوة، في سجلات ميناء لندن.
غسل الجينز بشكل متكرر يضر بالبيئة
في الواقع، تتم معالجة ألياف القطن (الذي يصنع منه الجينز) بالعديد من أنواع
المواد الكيميائية. بعضها يحسن من متانته وملمسه. وبعضها يمنح الجينز لونه الأزرق
المميز.
وفي كل مرة نقوم بغسل ملابس الجينز، تُطلق هذه الأخيرة جزيئات دقيقة تشبه الخيوط. فتنتهي هذه الألياف الدقيقة في المجاري والأنهار والبحيرات والمحيطات في كل العالم. ويترسب منها الكثير في القاع.
وأقمشة الجينز اليوم ملونة بصبغة صناعية نيلية. وبعض المواد الكيميائية في هذه الصبغة سامة. ولم يخفي الباحثون قلقهم إزاء مدى انتشار هذه المواد الكيميائية، البطيئة التحلل، في البيئة.
إن معظم الأبحاث المنجزة كان تركيزها حول المخاطر البيئية المرتبطة بالألياف البلاستيكية. والتي غالبا ما تأتي من غسل أقمشة الصوف والنايلون. فمن المعروف أن هذه الألياف تُحرر العديد من المواد الكيميائية في البيئة. ولا يزال العلماء لا يعرفون أي من المكونات الموجودة في البلاستيك تؤثر على صحة الإنسان. لكن من المعروف أن بعضها، مثل البولي فينيل كلوريد، يسبب السرطان. وبعضها عبارة عن مواد كيميائية تحاكي وظيفة الهرمونات. حيث يمكنها إحداث تغييرات غير متوقعة في نمو وتطور خلايا الجسم. كما يمكنها تعطيل الوظائف الهرمونية الطبيعية في الجسم وتؤدي إلى الامراض.
ولهذا السبب كان اهتمام العلماء منصبّاً على الجسيماتالبلاستيكية الدقيقة. ولكن الألياف الطبيعية المعالجة كيميائياً، مثل ألياف الجينز، يمكن
أن يكون لها نفس التأثير. لذلك من الأفضل الحد من غسل ملابس الجينز قدر الإمكان !
وأخيراً، يتطلب إنتاج زوج واحد من لباس الجينز 11000 لتراً من
الماء ! أي حوالي شهر من إجمالي المياه المستخدمة من طرف الشخص العادي. ولصنع قميص جينز، يتم استهلاك 2300 لتر من الماء، أي أسبوع كامل من استهلاك المياه. تخيلوا كم كمية المياه العذبة والنقية المحشورة في خزائن الملابس الخاصة بنا. إنها أرقام مهولة، خصوصا عندما نعلم أن العديد من الأماكن حول العالم، بما في ذلك المدن الكبرى، مهددة بنقص المياه في السنوات القادمة.