متى وكيف ظهرت ربطة العنق ؟

تُعتبر ربطة العنق من الإكسسوارات الأساسية في عالم الموضة، حيث تضفي لمسة من الأناقة على أي ملابس. تُستخدم بشكل شائع في المناسبات الرسمية والعملية، وتأتي بأشكال وألوان متنوعة تناسب مختلف الأذواق. يفضل الكثيرون اختيار ربطة العنق المناسبة لتكمل مظهرهم، حيث تعكس الشخصية وتعزز الثقة بالنفس. من المهم معرفة كيفية ربطها بشكل صحيح لتحقيق التأثير المطلوب، مما يجعل ربطة العنق جزءًا لا يتجزأ من إطلالة كل رجل أنيق.



تطورت ربطة العنق أو الكرفته (بالإنجليزية :tie أو Necktie) عبر القرون لتصبح ملحقا أساسيًا من ملابس الرجال. منذ ابتكارها كوشاح بسيط وصولا إلى شكلها الحالي كرمز للأناقة، كان لربطة العنق مسار غني بالأحداث والتحولات.

أصل ربطة العنق: الجذور التاريخية في الثقافات القديمة

تعود جذور ربطة العنق إلى العصور القديمة، حيث كان يتم ارتداء إكسسوارات مماثلة من قبل شعوب مثل الرومان والصينيين. الرومان، على سبيل المثال، كانوا يرتدون شرائط من القماش يلفونها حول أعناقهم لأسباب عملية أكثر منها جمالية. في الصين، استخدم جنود أسرة تشين أوشحة من الحرير لتمييز عضويتهم في وحدة عسكرية محددة.

ربطة العنق في زمن الحرب: كيف ساهم الجنود الكروات في ظهورها؟

ومع ذلك، فإن تاريخ ربطة العنق كما نعرفها اليوم بدأ في الظهور في نهاية القرن السابع عشر في أوروبا. خلال حرب الثلاثين عامًا، حيث كان الجنود الكروات، الذين كانوا يحاربون في صف فرنسا، يرتدون شريطًا مميزًا حول أعناقهم. وهذا الشريط بالتحديد هو الذي سيصبح، فيما بعد، أكسسوار موضة يتم ارتداءه مع الملابس.


في الواقع، طلبت فرنسا من الجنود الكرواتيين، عام 1635، بسبب سمعتهم كمحاربين أشراس، الانضمام إلى صفها. وبعد ما أبانوا عليه من بسالة وشراسة في الحرب، استقبل ملك فرنسا، لويس الثالث عشر، وفداً منهم لتكريمهم والاحتفاء بهم. فلاحظ الملك أنهم كانوا جميعًا يرتدون قطعة قماش حول رقابهم. فأُعجب، على الفور، بالإكسسوار الأنيق هذا ! وأمر بارتداءه في البلاط. ثم تم اعتماده من قبل السياسيين والدبلوماسيين ثم الجيش. وهكذا بدأ هذا الزي في الانتشار واستمر حتى يومنا هذا.


خلال الحرب، عندما كان يقع الكرواتيون في الأسر، كان يتم إعدامهم بتعليقهم بربطات العنق التي يرتدونها، ومن هنا جاء أصل الكلمة الإنجليزية "نك تاي" (neck tie) والتي تعني بالعربية ربطة عنق.


أثناء الثورة الفرنسية، كان لون (الكرافات) يرمز للانتماء السياسي لمعسكر معين. ومع مرور الوقت تطور واصبح شكل ربطة العنق كما نعرفه اليوم. ولكن شكلها النهائي، حقًا، صممته الأمريكية (جيسي لانجسدورف) عام 1942.


أما بالنسبة لاسم (الكرافات)، فهو جاء من اللغة الكرواتية، من اسم (هرفات، Hrvat) وبسبب صعوبة نطق هذا الاسم على الفرنسيين بشكل سليم، فقد اكتفوا بنطقها (كرفات،Krvat) ، وهو الاسم الذي صار فيما بعد (كرافات،Cravate).

تنوع ربطة العنق: الاستخدامات العصرية والملابس غير الرسمية

في فجر القرن الحادي والعشرين، استمرت ربطة العنق في لعب دور مهم في الموضة الرجالية المعاصرة. يعيد المصممون التفكير باستمرار في الأنماط والألوان والمواد للحفاظ على أهمية هذا الملحق الكلاسيكي. وجدت ربطة العنق طريقها أيضًا إلى الملابس غير الرسمية والمظهر غير الرسمي، مما يدل على تنوعها وقدرتها على التكيف مع الاتجاهات المتغيرة للموضة.