تجنب هذه الأدوية في حالة عدوى فيروسية !

جميع الأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين (ibuprofen) تقوم بخفض الحمى، مما يحرمك من آلية دفاع فعالة ضد الفيروسات. ولكن لها أيضًا تأثير كارثي آخر، خاص بالفيروس التاجي (كورونا).

في الواقع، يتكاثر فيروس كورونا في الرئتين من خلال إلتصاقه بمستقبل يسمى بـ (angiotensin 2 converting enzyme)، أو (ACE2). بمعنى آخر، إذا اعتبرنا جسم الإنسان مثل منزل ما، والفيروس التاجي لص يحاول اقتحام المنزل، فإن الإنزيم ACE2 هو بمثابة مقبض باب المنزل الذي سيدخل اللص من خلاله. وهكذا، فإن العديد من المواد تزيد من عدد مستقبلات (ACE2) وبالتالي يمكن أن تسهل دخول الفيروس، كما هو الحال مع (الإيبوبروفين). وأيضا مع بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم والتي تسمى (converting enzyme inhibitors) و أيضا (angiotensin II receptor blockers).

هذه الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم تستخدم أحيانًا في علاج مرض السكري. وكما تعرفون، فإن من بين أكثر المرضى الذين يشكل عليهم فيروس كورونا خطرا هم : مرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري. لذا يُنصح باستشارة الطبيب فورا في حالة إذا كنت تتناول هذه الأدوية (لا تتوقف عن تناول أدويتك بدون استشارة طبيبك!). في الواقع، هناك أدوية بديلة، ولكن طبيبك فقط من يمكنه وصفها.

ماذا عن دواء الباراسيتامول ؟

الباراسيتامول، مثل الأدوية المضادة للالتهابات، عيبه الكبير أيضا أنه يخفض الحمى، وهذا سبب كاف لعدم تناوله. ولكن بالإضافة إلى ذلك، فإن تناوله لعدة أيام، يعرض لخطر فشل الكبد حتى ولو تم احترام الجرعة المسموح بها. وبالطبع، إذا تم تجاوز الجرعة القصوى (أكثر من 3 جرامات في اليوم)، فالخطر يزداد بشكل كبير.

وهناك مشكل آخر مع الباراسيتامول، لا يقل خطرا عن سابقه : وهو استنفاده لاحتياطيات الجلوتاثيون ! والجلوتاثيون كما هو معروف (أحد أقوى مضادات الأكسدة) يسمح للفيتامينات الحيوية الأخرى، مثل الفيتامينات C وE، بأداء دورها على أكمل وجه.

والأهم من ذلك، أنه يُستخدم من طرف الجهاز التنفسي لحماية خلاياه السليمة من التلف الذي تسببه الالتهابات.