هناك الكثير من المقالات والفيديوهات على الانترنت تحث على تناول الخبز الكامل، بحجة أنه مفيد للصحة ولايضر كالخبز الأبيض. في الواقع، الأمر ليس بهذه
البساطة ! فسواء كان الخبز أبيض أو كامل، فإن فيه مشكلة كبيرة : وهي أن مؤشر نسبة السكر فيه عالي جدا ! أي أنه يزيد من نسبة السكر في
دمك بطريقة مفاجئة وكبيرة، مما قد يسبب الكثير من المشاكل الصحية.
لتتأكد من ذلك، ما عليك سوى إلقاء نظرة على لائحة مؤشرات نسبة السكر في الأطعمة التي نشرتها جامعة هارفارد المرموقة، لترى بأم عينيك أن مؤشر نسبة السكر في الخبز
الأبيض والخبز الكامل هو حوالي 70، مثل السكر الأبيض تماما. وهو يعتبر حتى أعلى من مؤشر نسبة السكر في مشروب الكولا،
الذي يبلغ 63 فقط !
في الحقيقة، معظم الخبزالمصنع يحتوي على نسبة عالية من السكر. ما يعني أنه طعام غيرصحي. وهو واحد من الأطعمة التي يجب
التخلص منها إذا كنت تود فقدان الوزن أو تقليل السكر والكربوهيدرات في نظامك
الغذائي.
إن المشكلة الرئيسية الأخرى في الخبز الذي يتم
شراؤه من المتاجر، سواء كان (أبيض) أو (كامل)، هي أنه غني بالغلوتين. وكلما كان الخبز مصنعا (تعرض للمعالجة الصناعية)، كلما احتوى على المزيد
من الغلوتين ! لأن معظم المخابز تضيف الغلوتين إلى الخبز! لماذا؟ لأن الغلوتين يجعل الخبز أكثر (ليونة) !
الغلوتين يضر الأمعاء
والغلوتين كما هو معروف، هو نوع من البروتين، وهو لزج للغاية، حيث يجعل الخبز منتفخا جدا. لكن المشكلة هي أن هذه المادة اللزجة يصعب هضمها، وهي تتسب في ضرر للأمعاء ! فقد ثبت علميا أن الغلوتين يزيد
من (نفاذية) الأمعاء لدى كل الناس، بما في ذلك أولئك الذين ليس لديهم حساسية للغلوتين. ومن الخطر جدًا أن تكون لديك أمعاء أكثر "نفاذية" لأنها ستسمح بتسرب المواد الخطرة إلى دمك، وبالتالي تدمر صحتك !
وإن كنت تتساءل ما سبب تمتع أسلافنا بصحة جيدة، رغم أنهم كانوا يتناولون الكثير من الخبز، أقول لك أن القمح في عصرنا هذا يحتوي على ضعف عدد الكروموسومات والغلوتين أكثر من قمح أسلافنا ! بالإضافة إلى أن أسلافنا كانوا لا يتناولون المواد الضارة بالفلورا المعوية (البكتيريا النافعة)، مثل المضادات الحيوية أو البيسفينول (A) أو المواد الملوثة بالمبيدات الحشرية أو المعادن الثقيلة. وبالعمل البدني في الحقول أو المصانع، يحرقون السكر الذي تناولوه في الخبز،
وليس كما هو الحال معنا حيث نقضي معظم يومنا جالسين خلف المكاتب !
صحيح أن الخبز الكامل يحتوي على الألياف
والفيتامينات والمعادن، وهو أمر جيد للصحة. ولكن هل تعرف لماذا يحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن أكثر من الخبز الأبيض؟ هذا لأنه يحتوي على العناصر الثلاثة المكونة لحبوب القمح : النخالة، القشرة الخارجية للحبوب؛ السويداء، الطبقة الوسطى؛ والطبقة الداخلية. بخلاف الخبز الأبيض، الذي يحتوي فقط على الطبقة الوسطى. وهذا هو السبب في أن الخبز الكامل يحتوي على الألياف والمواد الغذائية أكثر من الخبز الأبيض.
ولكن للسبب نفسه، هناك ثلاثة مشاكل كبيرة في الخبز الكامل غير العضوي، وهي أنه يحتوي على مبيدات أكثر من الخبز الأبيض. وهذا أمر منطقي، لأن القشرة الخارجية للحبوب (النخالة) تكون أكثر عرضة للمبيدات الحشرية.
والمشكلة الثانية هي احتواءه على حمض الفيتيك أكثر من الخبز الأبيض. وحمض الفيتيك هو مادة (مضادة للاعتداء)، حيث تحمي حبوب القمح ضد الحيوانات التي ترغب ان تأكلها وهي تتركز أيضًا في الغلاف الخارجي لحبوب القمح (النخالة). وتكمن المشكلة في أن حمض الفيتيك يمنع الجسم من امتصاص المعادن الأساسية مثل الزنك أو الكالسيوم أو الحديد أو المغنيسيوم بشكل سليم.
أما المشكلة الثالثة فهي أن الخبز الكامل يحتوي على مادة الأكريلاميد أكثر أيضا من الخبز الأبيض. ومن المعروف أن مادة الأكريلاميد في الأطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى المستهلكين من جميع الفئات العمرية. وإذا كنت قلقا من مادة الأكريلاميد، فتجنب تناول الخبز المحمص بشكل مفرط، ولاتتناول القشرة إذا كانت محمرة كثيرا أو محترقة.
هل تدرك الآن لماذا ليس الخبز الكامل طعاما صحيا كما يحاولون إقناعنا بذلك ؟
في الواقع، يمكنك الحصول على كل فوائد الخبز الكامل (الألياف والفيتامينات والمعادن) من نظام غذائي
غني بالفواكه والخضروات والبذور الزيتية (المكسرات واللوز، إلخ)، دون التعرض لضرر الخبز الكامل ! و إذا كنت لا
تستطيع الاستغناء عن الخبز، فعليك اختيارالخبز الكامل
المصنوع من قمح عضوي، والمخمر بخميرة طبيعية (بدلاً من الخميرة الصناعية) لأن هذا الخبز
يكون أسهل هضمًا، لأنه أكثر غنى بالإنزيمات وأقل احتواءا على الغلوتين وحمض الفيتيك !
(معلومة على الهامش) أساطير حول الخبز : لماذا يجب أن لا تضع الخبز مقلوبا على المائدة ؟
هل سمعتم من قبل أن وضع الخبز مقلوباً على الطاولة يجلب الحظ السيء ؟ في الواقع يعتقد بعض الناس أن الخبز، المقلوب على الطاولة، يجلب الشر إلى البيت. فإذا كان هذا الاعتقاد هو مجرد خرافة، فلماذا يعتقد الكثيرون بها ؟ ومن أين جاء هذا الاعتقاد السخيف ؟
في الواقع تعود جدور هذه الخرافة إلى عادة تاريخية قديمة. ففي القرون الوسطى في أوربا، كانت عمليات الإعدام في الساحات العامة شائعة ونتيجة لذلك انتشرت هيبة الجلادين بين الناس. وفي أيام عمليات الإعدام، لا يتسنى للجلاد الذهاب لاحضار خبزه من المخبزة. فيحتفظ الخباز بخبز الجلاد حتى يأتي ليأخذه لاحقاً.
وعادة ما تتم عمليات الإعدام في يوم السوق، حتى يتمكن الناس من الحضور. وللتأكد من عدم بيع خبز الجلاد، كان الخباز يقلبه على الطاولة. وهكذا يعرف الجميع أن هذا الخبز يخص الجلاد فلا يقربونه. وهكذا أصبح الناس بسبب خوفهم من الجلادين يتشاءمون عند رؤية خبز مقلوباً على الطاولة.