خلال القرون الأولى من تاريخ البشرية، كانت الملابس تصنع غالبًا من جلود الحيوانات أو الأقمشة الطبيعية. كانت أساليب إغلاق الأقمصة تحديا كبيرا. غالبًا ما كان يتم لفّ الملابس حول الجسم ويتم تثبيتها برباطات مثل الحبال أو الأقمشة أو حتى دبابيس بسيطة. ومع ذلك، لم تكن هذه الأساليب فعالة للغاية ولا تضفي أي جمالية.
لعبت الحضارة المصرية القديمة دورًا حاسمًا في تطور أساليب الإغلاق. استخدم الفراعنة الدبابيس والأزرار ذات رأس يشبه حشرات الجُعَليّة لعقد ملابسهم. ومع ذلك، وجب الإنتظار حتى وقت متأخر، خلال عصر النهضة، حيث بدأت أزرار الأقمصة كما نعرفها اليوم في الظهور.
عصر النهضة : نقطة تحول في تطور الأزرار
كان عصر النهضة فترة انتعاش فني وثقافي في أوروبا. خلال هذا الوقت أيضًا، أصبحت الملابس وسيلة للتعبير عن الذات اجتماعيًا واقتصاديًا. بدأ صنع أزرار الملابس باستخدام المزيد من المواد المكررة مثل العاج والبورسلين والمعادن النفيسة. لقد أصبحت عناصر زخرفية بالإضافة إلى سهولتها في الإستخدام.
مع تطور تقنيات التصنيع، أصبحت الأزرار أكثر دقة. بدأ الحرفيون في نحت ونقش التصاميم المعقدة على الأزرار، مما عكس تطور المجتمع في ذلك الوقت. أصبحت هذه الأزرار علامة على المكانة والأناقة.
التطور الصناعي وأثره في تطور أزرار الأقمصة
أدت النهضة الصناعية في أوروبا إلى تغيير الإنتاج الضخم وتغيير جذري في توافر الملابس والإكسسوارات. أصبحت أزرار الملابس، التي كانت من قبل تدخل في خانة الكماليات وموجهة لنخبة الأغنياء، متاحة للجميع وصار تصنيعها أكثر كفاءة.
كان اختراع آلة الأزرار عام 1824 من قبل المهندس الأمريكي (جون ويتكوم) نقطة تحول. جعلت هذه الآلة من الممكن إنتاج أزرار بكميات كبيرة، مما جعل الملابس ذات الأزرار في متناول المزيد من الناس. بدأت الأزرار المصنوعة من عرق اللؤلؤ والمعدن والبلاستيك في تزيين مجموعة متنوعة من الملابس.
أزرار الأقمصة اليوم : تجمع بين الجمالية والوظيفة
في يومنا، أصبحت أزرار الأقمصة عنصرًا أساسيًا في خزانة الملابس الحديثة. وهي متوفرة في العديد من الأنماط والأحجام والمواد والتصاميم، مما يعكس الأذواق الفردية وتوجهات الموضة الحالية. من الأزرار البسيطة إلى الأزرار المصممة بشكل فني، تستمر هذه الأزرار في لعب دور حيوي في مظهر ووظيفة الملابس.
كما أثر صعود الاستدامة والوعي البيئي على تطور أزرار القمصان. يتجه المزيد والمزيد من المصممين والمصنعين إلى مواد صديقة للبيئة، مثل الأزرار الخشبية أو القرنية، لتقليل الأثر البيئي للأزياء.
لماذا توجد أزرار أقمصة النساء على اليسار ؟
سواء أكانت عبارة عن معاطف، بلوزات أو أقمصة، فإن أزرار
ملابس الرجال تتموقع دائما على الجانب الأيمن. في حين تكون موجودة في ملابس المرأة على
اليسار. فما السبب يا ترى ؟
في الواقع، هذا الاختلاف في تموقع الأزرار ليس حديث العهد. حيث يعود تاريخه إلى
العصور الوسطى وعصر النهضة (في أوربا). ففي القرن السادس عشر، لم تكن النساء، اللائي
يتمتعن بوضع اجتماعي مرموق، عندما يرتدين ملابسهن، بغلق أزرزها بأنفسهن. بل كانت الخادمات تقمن بمساعدتهن في ذلك. لذلك كانت هذه الأزرار على الجانب الأيسر من الفستان ليسهل على الخادمات القيام بغلقها.
أما الرجال فعادة مايرتدون ملابسهم دون مساعدة من احد.
لذلك كان من المنطقي أن تكون الأزرار على يمين القميص.