في الأشهر الأواخر من الحمل، غالباً ما تجد
النساء صعوبة في العثور على وضعية نوم مريحة على السرير. حيث يصير البطن أكبر وأكبر حجما. وغالبًا ما يرتبط الحمل بحدوث أعراض خفيفة ولكنها مزعجة بالنسبة للمرأة، مثل
الغثيان والحرقة والساقين الثقيلتين أو آلام أسفل الظهر. وتعتبر سلامة الأم
المستقبلية عاملاً يجب أخذه في الاعتبار، ولكن صحة الجنين قبل كل شيء هي معيار
أساسي. إذن فما هي الوضعية الأنسب للمرأة الحامل للنوم بشكل مريح ؟
للاجابة على هذا السؤال، قام باحثون في جامعة يوتا باستجواب 8700 امرأة
لمعرفة وضعيات النوم لديهن مع متابعة تطور حملهن. وقد أظهرت هذه الدراسة أن ما يصل
إلى 30 أسبوعًا من الحمل والنوم على الظهر لم يؤثرا على صحة الجنين ولم يزداد
احتمال ولادة طفل ميت.
وفقًا للعلماء الذين أجروا هذه الدراسة، فإن
النساء الحوامل يكن عرضة للعديد من اضطرابات النوم المرتبطة بصعوبة العثور على وضع
مريح للنوم. ويؤدي هذا الإجهاد إلى الأرق. كما يؤدي فرض وضعية نوم على المرأة
الحامل إلى معانتها من المزيد من القلق. ويمكن للتوتر الناجم عن ذلك أن يولد ارتفاعًا
في ضغط الدم الذي يمكن أن يضر بصحة الأم المستقبلية وتطور الجنين.
في الواقع، بعد مرور 6 إلى 7 أشهر من الحمل، يشكل وضع
الاستلقاء على الظهر مخاطر على الأم الحامل بسبب ضغط الرحم على الوريد الأجوف،
وهو الوريد المسؤول عن نقل الدم إلى القلب. وفي حالة الضغط عليه، ينخفض ضغط الدم،
مما يؤدي إلى انخفاض في الدورة الدموية الرحمية، مما يؤدي إلى انخفاض نشاط قلب
الجنين.
للنوم في أفضل الظروف، يوصي الأطباء بعد الشهر
السادس من الحمل بتفضيل الجانب الأيسر للحد من المخاطر على الأم والطفل. وخلافا للاعتقاد الشائع، لا يشكل النوم على
البطن أي مخاطر. فهذا الوضع آمن على الجنين، لأنه يكون محميا جيدًا بفضل السائل
الأمنيوسي. ومع ذلك، مع تطور الحمل، يصبح حجم البطن كبيرا ما يجعل هذا الوضع غير
مريح للأم.
هل هناك عواقب للحمل المتأخر؟
إن المرأة البالغة من العمر 25 عامًا تكون لديها فرص بنسبة 25٪ للوقوع في الحمل عند كل دورة. لكن إذا كانت تبلغ من العمر 40 عامًا، فهذه النسبة تصبح 6٪ فقط. لكن في حالة ما إذا حملت امرأة في سن متأخرة فلماذا يكون حملها "محفوفا بالمخاطر" ؟
أولاً، لأن معدل الإجهاض أعلى عند النساء ما بعد 40 عامًا : حيث تبلغ النسبة 11٪ في عمر الـ 30 عامًا، و17٪ في عمر 35 عامًا ولكن 34٪ في عمر 40 عامًا و53٪ بعد 45 عامًا. ثانيا، هناك خطر متزايد من تشوهات الكروموسومات. هذا الخطر، في الحقيقة يصل إلى 1.6 ٪ في سن الـ 38، و4 ٪ في سن الـ 42.
ومن جهة أخرى، فالأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل واضطرابات القلب والغدة الدرقية، تمت ملاحظتها في كثير من الأحيان عند النساء في الأربعينات من العمر. كما أن معدل الوفيات عند الولادة أعلى مع التقدم في العمر. حيث يصل إلى 3.8 لكل 100000 ولادة، عندما يتراوح عمر الأم بين 25 و29 عامًا، و33.3 في سن الـ 40 و 44 و215 بعد الـ 45 عامًا !
وأخيرًا، تكون الولادات المبكرة كثيرة في حالة تأخر الحمل. حيث تصل الى 8.2 ٪ بعد 40 سنة مقابل حوالي 5 ٪ قبل 35 سنة.
هذا فيما يخص الأمهات. أما بالنسبة للآباء، فلا يشكلون استتناءا. فقد أظهرت دراسة أمريكية نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن الآباء الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا قد ينجبون أطفالا بصحة غير جيدة.
في الواقع، درس الباحثون، بين عامي 2007 و2016، 40529905 ولادة في الولايات المتحدة. حيث أرادوا معرفة عواقب عمر الأباء على صحة الأطفال. وقد خلصوا الى أن الآباء بعد سن 45، لديهم خطر بنسبة 14 ٪ لولادة أطفال خُدج. وخطرًا إضافيًا بنسبة 18٪ لولادة غير طبيعية. كما تزداد فرص الاصابة بالسكري بنسبة 34٪ بالنسبة للنساء إذا كان عمر والد الطفل أكبر من 45 عامًا.