ليس هناك من ضرر كبير للقهوة على المرأة الحامل. ومع ذلك، فمن المهم
عدم الإفراط في تناول هذا المشروب الذي لديه خصائص منشطة ومحفّزة.
في الواقع، من المعروف أن الكافيين
في القهوة يسبب زيادة في معدل ضربات القلب ويرفع من ضغط الدم. وهذان العاملان يمكن أن يكون
لهما تأثير سلبي على صحة الأم في المستقبل ولكن أيضًا على نمو الجنين لأن الكافيين
يمكنه إختراق المشيمة والعبورإلى جسم الجنين.
واستهلاك القهوة بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى زيادة
خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة. حيث وجدت دراسة نرويجية شملت 60000 امرأة حامل أن
المرأة التي تستهلك ما بين 200 و300 ملغ من الكافيين في اليوم كانت أكثر عرضة
لإنجاب طفل أقل وزناً من امرأة تتناول 50 ملغ فقط من الكافيين يوميا خلال
فترة الحمل.
وقد وجدت دراسة أخرى،
أن الكافيين يؤثر على نمو الخلايا العصبية لدى الجنين. حيث أظهرت التجارب على
الفئران، أن استهلاك القهوة لدى الفئران الحوامل أدى إلى ولادة فئران يعانون من مرض الصرع بمعدل أكبر.
أضف إلى هذا، غالبا ما تكون النساء
الحوامل عرضة لحرقة المعدة. ومن المعروف أن القهوة تزيد من حموضة المعدة وبالتالي قد تزيد من تفاقم هذه الأعراض. ولتقليل من هذه الآثارالجانبية ، يوصى بعدم شرب القهوة على معدة فارغة.
وأخيرا، يوصي الأطباء النساء
الحوامل بعدم تجاوز 300 ملغ من الكافيين في اليوم، وهو ما يعادل حوالي كوبين من القهوة. ويجب توخي الحذر، لأن مستويات الكافيين تعتمد على نوع القهوة، لذا يجب الحرص على قراءة الملصقات على علب القهوة لمعرفة معدل الكافيين فيها. وتجدر الإشارة، إلى أن هذه المادة المنشطة تتواجد أيضا في الشاي وعلب الكولا وبعض مشروبات الطاقة والشوكولاتة.
شرب القهوة عند الاستيقاظ، عادة يجب تجنبها
من عادة الكثير منا شرب القهوة بعد دقائق قليلة من الاستيقاظ للشعور بالمزيد من النشاط وزيادة الطاقة. ومع ذلك، يبدو أن هذا الوقت من اليوم غير مناسب على الإطلاق لتناول الكافيين.
القهوة تزيد من الطاقة، لكن ليس فقط في أي وقت
مادة الكافيين التي تحتوي عليها القهوة، لها تأثير محفز على الجسم. وهذا هو بالضبط ما نبحث عنه عندما نستيقظ في الصباح : زيادة الطاقة لبدء اليوم بنشاط وحيوية. المشكلة هي أن تناول الكافيين في هذا الوقت بالذات لا فائدة منه !
لفهم وجهة نظر العلم، علينا أن نفهم كيف يؤثر المنشط الموجود في القهوة على أجسامنا. كل صباح عندما نستيقظ، ينتج جسمنا هرمون يسمى الكورتيزول. دوره : إيقاظ الحواس وتعزيز الطاقة. بمعنى آخر، يحصل الجسم على التأثير المحفز للكافيين بدون القهوة.
عند تناول الكافيين، ينتقل هذا الجزيء على الفور إلى الدم ويزيد من إنتاج هذا الهرمون عشرة أضعاف. هذه هي الطريقة التي تزداد بها الطاقة. في الصباح عندما تستيقظ، يكون مستوى الكورتيزول لديك مرتفعًا بالفعل، لذا فإن تناول الكافيين ليس ضروريًا.
من خلال إدخال الكافيين المحفز، في هذا الوقت من اليوم، الى جسمك فإنك تخاطر بإجهاد عقلك. ومن عواقب هذا الإفراط في الطاقة : تقلبات المزاج والقلق.
عواقب تناول القهوة على معدة فارغة
يحدث إزعاج آخر عند تناول القهوة على معدة فارغة. لأن هذا المشروب يزيد من إنتاج حمض الهيدروكلوريك عشرة أضعاف. يتم إفراز هذا المركب لتحطيم الطعام المبتلع. في حالة عدم وجود الطعام، يمكن أن يسبب هذا الحمض الانتفاخ أو الحرقان.
على مستوى الجهاز الهضمي، يجب أن نفكر أيضًا في التأثيرات الملينة للقهوة. الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي من الأفضل لهم الاستغناء عن هذا المشروب عند الاستيقاظ. لأنه يمكن أن يسبب آلام في المعدة والإسهال.
أخيرًا، التأثير المدر للبول للقهوة يجعل استهلاكها بمجرد استيقاظك ضارًا. لأن الجسم يعاني من الجفاف في هذا الوقت من اليوم. فبدلاً من إخلاء المياه، تحتاج إلى كوب كبير من الماء لإعادة ترطيب جسمك وإعادة التوازن المائي.
متى يجب شرب القهوة للإستفادة من التأثيرات المحفزة للكافيين ؟
كما رأيتم، فإن أفضل وقت للاستفادة من التأثير المنشط للقهوة ليس عند الإستيقاظ في الصباح. يجب الاستمتاع بهذا المشروب الساخن في منتصف الصباح (العاشرة صباحا). لأنه بحلول ذلك الوقت، تكون مستويات الكورتيزول قد انخفضت. لذلك فإن تناول الكافيين سيؤدي إلى ارتفاعه. وبالتالي، الإستفادة من هذه الدفعة من الطاقة التي تمنحها القهوة.
تكون التأثيرات المحفزة للقهوة ملحوظة بعد ساعة من الوجبة وطوال فترة بعد الظهر. من ناحية أخرى، يجب تجنب تناولها في نهاية اليوم لعدم مواجهة صعوبة في النوم في المساء.