إن معظم جزيئات الغبار والأتربة تأتي من مصادر خارجية كالتلوث الحضري، المداخن، العوادم، الحرائق، العواصف أو النشاط الزراعي، ثم تتنقل
عبر الهواء لتتسرب إلى البيوت، من خلال النوافذ والأبواب أو من خلال الالتصاق بالملابس (خاصة الأحذية).
ولكن يمكن أيضا أن يتولد الغبار (dust) مباشرة داخل
البيوت، فيتكون في هذه الحالة من ألياف النسيج، والمخلفات النباتية أو الحيوانية، والمعادن،
والجلد الميت، والحشرات الميتة ولكن أيضا فضلات الطعام.. الخ.
فأيا كان أصله، فكل الجزيئات التي يقل قطرها
عن 500 ميكروميتر يُطلق عليها اسم غبار. ويمكن قياس كميته بواسطة جهاز يسمى (bassoumeter). وإذا كانت هذه الجسيمات تبدو عديمة الجدوى أو
ضارة تمامًا (خاصةً بالنسبة للذين لديهم حساسية، أو رهاب الغبار)، ففي الواقع،
تقوم بدور مهم جدا !
فما هو دور الغبار ؟
يصبح بخار الماء في السماء ظاهرا عندما يصير
مكثفا على شكل قطرات أو بلورات ثلجية. فتتكون سحابة تتشكل من عدد كبير من القطيرات
الصغيرة. ولكن لكي تتشكل القطيرات، فمن الضروري تواجد عامل خارجي : أي أن الهواء
عليه الاتصال بنواة تكثيف. وهنا يأتي دور الغبار الذي يقوم بتكثيف جزيئات
بخار الماء وبالتالي تتكتل هذه الأخيرة مُشكلة قطرة.
وهكذا فالغيوم أو السحب ليست سوى جسيمات غبار محملة بالرطوبة. ولحسن الحظ، فالغبار موجود ! لأنه لو كان الهواء نقيًا تمامًا، ما كانت هناك سُحبا أصلا.