إن عائدات أدوية الكوليسترول تمثل حوالي 50 مليار
يورو من المبيعات السنوية في جميع أنحاء العالم. وهذا ما يُعطي فكرة عن سبب تهافت
"الخبراء" و "وسائل الإعلام" للتطبيل لهذه الأدوية المربحة
للغاية ! بالنسبة لأي طبيب وعالم نزيه، فإن نظرية
الكوليسترول أمر سخيف فعلا : فكل الدراسات التي أجريت لمدة 15 عامًا أثبتت دون أدنى شك
ذلك. ولكن، هل تعرف كيف كان رد فعل "الخبراء" عندما ثبت أن الكوليسترول
لم يكن له أي تأثير على صحة القلب والأوعية الدموية ؟
ببساطة قاموا باختراع نظرية الكوليسترول
"الجيد" و الكوليسترول "السيء"!
في الحقيقة، هذه النظرية سخيفة إلى حد ما، لأنه لا
يوجد سوى كولسترول واحد. والفرق الوحيد هو طريقة نقل الكولسترول في الجسم.
إن ما يسمى بـ "الكوليسترول الجيد" (HDL) هي بروتينات تعيد الكوليسترول الذي لم تعد الخلايا
بحاجة إليه إلى الكبد؛ وما يسمى بـ "الكوليسترول السيئ" (LDL) هي بروتينات تحمل الكوليسترول من الكبد إلى
الأعضاء والخلايا التي تحتاجه.
تقول نظرية الكوليسترول "الجيد" و
"السيء"، بأن الكولسترول الجيد (HDL) يقوم بتنظيف الأوعية الدموية بينما يتسبب
الكولسترول السيئ (LDL) في الأكسدة والالتهابات ويشكل خطرا على الشرايين. في الواقع، الأمور لا تحدث هكذا ! وخير دليل على ذلك، جاءنا من عقار جديد مضاد للكوليسترول !
هذا الدواء الجديد (evacetrapib) قوي للغاية، وهو مصنع من قبل شركة الأدوية الأمريكية (ايلي ليلي). وآثاره قوية جدا، حيث يقوم بزيادة الكوليسترول الجيد (HDL) بنسبة 130٪، بينما يقلل الضار (LDL) بنسبة 37٪. ما يعني أنه ينبغي أن تنخفض نسبة النوبات
القلبية بشكل كبير، أليس كذلك ؟ لكن لا، هذا لم يحدث على الاطلاق. فقد أظهرت نتائج
دراسة أجريت في 3 أبريل 2016، أنه لم تنخفض، لدى المرضى الذين تناولوا هذا الدواء، النوبات القلبية بالمقارنة مع أولئك الذين تناولوا دواء وهمي.
بالطبع، هذه النتائج لا تعني أن الكوليسترول
ليس ضارًا، فأي شيء في الطبيعة إذا زاد عن حده انقلب الى ضده. فعلى سبيل المثال،
إذا شربت 6 لترات من الماء في اليوم فستصاب بالمرض. لهذا السبب يحتاج المصابون "بفرط كوليسترول
الدم العائلي" إلى مراقبة طبية، لكن هذه حالة خاصة جدًا، وهي مشكلة وراثية نادرة ! هذا يعني أنه بالنسبة لـ 99.9٪ من الناس، فإن
الكوليسترول ليس مؤشرا واضحا على الصحة أو المرض !
في الواقع، المؤشر الوحيد المهم حقا هو نمط أو أسلوب الحياة. هل تدخن ؟ هل
تأكل طعاما صحيا ؟ هل تتفادى الإجهاد والتوتر؟ هل تمارس الرياضة ؟ الإجابة على هذه الأسئلة هي، في الحقيقة، أكثر أهمية من أي فحص أواختبار دم !