ألقى رجل بوليس ألماني يوما القبض على رجل رث الثياب، واصطحبه إلى قسم الشرطة، بتهمة التشرد، ولكنه فوجئ هناك برئيسه ينهض لمصافحة هذا المتشرد في احترام بالغ، وكاد يفقد وعيه، عندما علم منه أن هذا الرث الثياب ليس سوى عبقري الموسيقى، وفخر (ألمانيا)، ’’ بيتهوفن‘‘ (Beethoven).
اسمه الكامل ’’ لودفيج فان بيتهوفن‘‘، وهو مؤلف موسيقى ألماني. وُلد في ’’بون‘‘، وتعلّم الموسيقى في الخامسة من عمره. رحل إلى ’’فينا‘‘ عام 1792م، وأقام بها. تُقسم مؤلفاته إلى ثلاث فترات، الأولى ساير فيها أساليب معاصريه، والثانية كتب فيها أعظم موسيقاه، والثالثة أصابه فيها الصمم، ولكنه كتب مع صممه، واحدة من أعظم سيمفونياته، وهي السيمفونية التاسعة. وبدأ المذهب الموسيقي الرومانسي، الذي أصبح سمة عصره.
أشهر سيمفونياته هي السيمفونية الخامسة، التي وصفها بأنها (ضربات القدر).
استغرقت سيمفونيته التاسعة (الكورال) ست سنوات. وأعظم اعماله على البيانو كونشرتو (الإمبراطوري). وحمل لقب (الأستاذ)، اعترافا من معاصريه بتفوقه.
كيف أصيب بيتهوفن بالصمم ؟
لا تزال الأسباب الطبية لفقدان عازف البيانو الشهير بيتهوفن لسمعه لغزا حير الأطباء.
ولكن عندما قدمت امرأة تبلغ من العمر 64 عامًا في عام 2018 إلى مستشفى جامعة بادوا
بإيطاليا، وهي تعاني من نفس الأعراض التي عانى منها عازف البيانو الشهير، خمن الأطباء
الذين عاينوا حالتها، التي كانت متشابهة للغاية مع حالة بيتهوفن، أن هذا الأخير كان يعاني من التسمم المزمن بالرصاص.
أعراض مشابهة !
وقد شملت الأعراض التي عان منها كل من المرأة الإيطالية والفنان الألماني، آلام في البطن، الإرهاق البدني، وخز أو تنمل في اليدين والقدمين بالإضافة إلى
فقدان السمع الذي أثر على ترددات الصوت العالية والفهم الشفهي.
بالنسبة للمرأة البالغة من العمر 64 عامًا،
فإن التشخيص كان سهلا، لأن تحاليل الدم والبول كشفت عن تواجد كميات كبيرة من الرصاص.
ويرجع سبب تسممها هذا، إلى مقلاة كانت تستخدمها لسنوات والتي كان قعرها المُطلى بالسيراميك مُتآكلا، ما كان يلوث يوما بعد يوم الطعام الذي كانت تطهوه. وقد تلقت علاجًا(تنظيف السموم) جعل أعراضها تختفي،
باستثناء حالة الصمم التي كانت متقدمة للغاية.
وماذا عن بيتهوفن؟
في الواقع، عام 2005، كشفت التحليلات
البيولوجية التي أجريت على عينات من شعره وجمجمته بالفعل مستويات عالية من الرصاص.
وكان مصدر هذا التسمم ناتج عن استهلاكه المُفرط من النبيذ. لأنه في ذلك العصر كان يتم إضافة الرصاص إلى النبيذ للرفع من نكهته.
من الصعب الجزم ما إذا كان هذا التسمم، كاف لتفسير أعراضه، بما في ذلك فقدان السمع.
لكن آلم البطن الذي كان يعاني منها بيتهوفن كانت قد تلاشت عندما توقف الفنان عن شرب
الكحول الذي يحتوي على الرصاص.