في الطقس البارد يقوم الجسم بإرسال الكثير من الدم للاعضاء الحيوية حتى يحافظ على حرارتها. نتيجة لذلك، ترشح الكلى
المزيد من الدم وتنتج المزيد من البول. ولكن على عكس الاعتقاد السائد، فإن هذا لا
يفسر الرغبة في التبول التي تنشأ لدى بعض الناس عندما يشعرون بقليل من البرد.
في الواقع، هذا راجع إلى الجانب النفسي لديهم. فعند استشعار مستقبلات في الجلد للبرد، تصل فورا الرسالة العصبية إلى المخ، وهذا الأخير يعتقد خطأً أن المثانة ممتلئة بالماء. وقد اكتشف باحثون بلجيكيون
مؤخرًا أن تثبيط هذه المستقبلات لدى القوارض يقلل من الرغبة في التبول عندها. ومع ذلك،
فإن الآليات التي تدخل في هذه العملية لم تكشف بعد كل أسرارها.
لماذا نصبح أكثر حساسية للبرد مع تقدم العمر؟
ربما لاحظت أن كبار السن لديهم صعوبة أكبر في الشعور بالدفء. في الواقع، مع تقدم العمر، تزداد الحساسية تجاه البرد. هذه الظاهرة، التي تعود أسبابها، جزئياً، للجانب الفسيولوجي، لا تخلو من المخاطر على صحة المسنين.
المسنون أكثر حساسية للبرودة
إذا كان كبار السن أكثر حساسية للبرودة، فذلك، في المقام الأول، لأن منطقة ما تحت المهاد (hypothalamus)، وهي الغدة الموجودة في الدماغ التي تنظم درجة حرارة الجسم، تتراجع وظيفتها.
والنتيجة : بدلاً من أن تكون درجة حرارة الجسم بين 36.6 درجة مئوية و 37.5 درجة مئوية، وهو المعدل الطبيعي، غالبًا ما يكون لدى الشخص المسن درجة حرارة داخلية تتراوح بين 36 درجة مئوية و 36.6 درجة مئوية.
بالإضافة إلى ذلك، تميل العضلات، التي تساعد أيضًا على مقاومة البرد، إلى الضمور مع تقدم العمر. كما هو الحال أيضًا مع الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد، والتي تعزل الجسم عن البرد الخارجي.
لدى كبار السن، يتسبب البرد أيضًا في تضييق الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ضعف ري اليدين والقدمين بالدم.
ولكن إذا كان المسنون أكثر حساسية للبرد، فهذا أيضًا بسبب عاداتهم. في الواقع، يكون كبار السن أقل نشاطًا وبالتالي يواجهون صعوبة أكبر في الإحماء. وغالبًا ما يتناولون كميات أقل من الطعام مما يجعلهم يشعرون بسرعة بالبرد.
البرد : خطر على صحة كبار السن
هذه الحساسية الكبيرة للبرد لا تقوض راحة كبار السن فحسب، بل إنها تضعف صحتهم أيضًا. في الواقع، يسبب البرد نوعا من الخدر يمكن أن يؤدي بهم إلى السقوط.
بالإضافة إلى ذلك، فإن البرد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وبذلك يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية. علاوة على ذلك، فإن هذه المقاومة المنخفضة للبرد يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أمراض معينة، خاصة أمراض الجهاز التنفسي والتهاب المفاصل أو أنواع معينة من الروماتيزم. ويزداد خطر تفاقم هذه الأمراض لأن الجهاز المناعي لكبار السن يصبح أضعف.
لمكافحة حساسية البرودة هذه، يجب أن ارتداء ملابس دافئة والحفاظ على درجة حرارة كافية في المنزل. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يأكل الشخص المسن جيدًا وأن يرطب جسمه بدرجة كافية (تناول ما يكفي من السوائل)، حتى في فصل الشتاء.
كيف تكون ردة فعل الجسم في الطقس البارد ؟
جسم الإنسان هو تماما مثل كوكب الأرض. في المركز توجد نواة حرارية. مكونة من الأعضاء الحيوية (الرئتين، الأمعاء، الدماغ..) تبقى في حرارة مستقرة تقريبا، ما بين 36.5 و37.5 درجة مئوية. حول هذه النواة يوجد غلاف مكون من الجلد والأنسجة ما تحت الجلد. ويعتبر الجلد عازل ضعيف نسبيا حيث تتغير حرارته تبعا للظروف الخارجية.
في الواقع، الإنسان هو كائن من ذوات الدم الحار (بالإنجليزية : Warm-blooded) أي ان حرارة جسمه يجب أن تبقى مستقرة مهما تغيرت الحرارة الخارجية. بخلاف ذلك ستعجز الأعضاء عن العمل. ولهذا يعتبر جهاز تنظيم حرارة الجسم جهازا حيويا.
ردة فعل الجسم في الطقس البارد :
- مستشعرات الحرارة في الجسم تلتقط درجات الحرارة
يملك جسم الإنسان مستشعرين لدرجة الحرارة. المستشعرات الجلدية ودورها إلتقاط تغيرات الحرارة على مستوى الجلد والمستشعرات الداخلية في الدماغ والأعضاء الباطنية ودورها مراقبة الحرارة الداخلية.
- جهاز تنظيم الحرارة في الجسم
تقوم مستشعرات الحرارة بإرسال رسائل إلى الدماغ في منطقة المهاد (حيث يوجد نظام تنظيم حرارة الجسم) وهي المنطقة المسؤولة عن تحفيز آليات تنظيم حرارة الجسم.
- العضلات تنتج الحرارة
تقوم منطقة المهاد في الدماغ بتحفيز العضلات عن طريق شبكة الأعصاب، ما ينتج عنه زيادة في انقباض في العضلات وبالتالي الشعور بالقشعريرة (تعاقب سريع لانقباض وانبساط العضلة) وبالتالي إنتاج طاقة حرارية.