لما تصلح الدموع ؟

نزول الدموع



إفراز الدموع قد يكون مرتبطا بأسباب كثيرة. لكن بشكل عام، يمكن أن يكون لإفراز الدموع سببان : جسدي و نفسي.


في الحالة الأولى، يلعب إفراز الدموع دورًا وقائيًا. حيث يتم إنتاجها من طرف الغدد الدمعية (واحدة فوق كل عين، تحت عظم الحاجب) ، حيث تقوم بترطيب العينين وضمان حماية الكريستالين (العدسة وراء القزحية).


وتحتوي الدموع على مواد مضادة للبكتيريا ومواد مرطبة، حيث تقوم بحماية العيون من الالتهابات. وفي حالة تواجد عوامل خارجية مؤثرة (غبار، غرز إصبع في العين بالخطأ، التعرض للغاز الصادر عن تقطيع البصل ...) ، يتم زيادة معدل التدفق (0.1 مل / ساعة في الحال الطبيعي).


وفي الحالة الثانية، تتدفق الدموع المرتبطة بالعاطفة في حالة الحزن، الألم أو الفرح العظيم. ولكن لا يزال أصلها غير معروف بدقة.  لكن ما هو مؤكد، هو أن بعض الهرمونات مثل هرمون الاستروجين يقوم بتعزيز إفرازها. بالنسبة لعلماء النفس، يعتبر البكاء  أيضا وسيلة للتحذير من الخطر أو التعبير عن الشعور بالإجهاد وبالتالي جذب الاهتمام : يبكي الطفل لأنه لا يستطيع التواصل بالكلام. وبالتالي فالدموع تساعد على التخفيف عن النفس، وتفريغ العواطف الجياشة، والتوتر. بالإضافة إلى هذا، تحتوي هذه الدموع النفسية، التي تفرز أثناء البكاء، على بروتينات بخصائص مسكنة تُفرز فقط في حالة التوتر.


في الواقع، هناك العديد من الحيوانات التي تفرز الدموع، لكن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي لديه القدرة على البكاء.

لماذا نشعر بالتعب بعد البكاء ؟

عندما نبكي، غالبًا ما نشعر بالإرهاق. فما هو تفسير ذلك ؟


البكاء وإفراز هرمونات معينة

نبكي عندما ينتابنا شعور قوي للغاية، لأسبابها مختلفة. فالبكاء ينتج، كما أسلفنا الذكر، عن حدث حزين أو من الغضب أو حتى من الفرح. لمواجهة التوتر الناجم عن هذه المشاعر، يفرز الجسم هرمونات معينة.


من بين هذه الهرمونات الأوكسيتوسين. يشار إليه أحيانًا باسم (هرمون السعادة)، ويلعب دورًا أساسيًا في بعض سلوكياتنا. من جانبه، ينشط هرمون الفازوبريسين الدورة الدموية ويتحم في القلق.


عند البكاء، يلعب هرمونان آخران، تفرزهما الغدد فوق الكلى، دورًا رئيسيًا : الأدرينالين والكورتيزول. الأول ينظم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. أما الثاني فهو يمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها لمواجهة الإجهاد.


بالإضافة إلى هذه الهرمونات، ينتج الجسم المزيد من الأدينوزين ثلاثي الفوسفات، وهو جزيء يساعد أيضًا في توفير الطاقة. يتم تركيبه من مخزون الجسم من الجلوكوز والأحماض الدهنية.


في الواقع، يتم إطلاق هذه المواد لإعداد الجسم لمواجهة المواقف الصعبة أو حتى الخطيرة. لذلك دور هذه الهرمونات هو المساهمة في البقاء على قيد الحياة.


جسم منهك نتيجة استنزاف الطاقة

من خلال تزويد الجسم بالطاقة اللازمة وتهيئته لمواجهة آثار الإجهاد، قامت هذه الهرمونات بجعله يتمكن من مواجهة هذه الآثار السلبية بسهولة أكبر.


لكن عندما يتوقف البكاء، تتوقف حالة الإستنفار في الجسم، فيتوقف افراز هذه الهرمونات (تساعد الدموع أيضا على تفريغ هذه الهرمونات). عند حرمان الجسم من مصدر الطاقة هذا، يشعر المرء فجأة بالتعب،  تماما كما يحدث بعد مجهود بدني.


لكن هذا الشعور بالإرهاق له سبب آخر وهو عضلي. في الواقع، البكاء يجعل عضلات معينة تعمل، والتي عادة ما تكون قليلة الاستخدام. هذه العضلات المعينة موجودة في الصدر، الحلق و الذقن.


إن تحريك هذه العضلات التي نادرًا ما تُستخدم يعطي انطباعًا بزيادة التعب.


الأطفال حديثي الولادة يبكون بدون دموع

من المعروف أن الأطفال حديثي الولادة يبكون كثيرًا، إلا أنهم يكونون غير قادرين على إنتاج الدموع. وذلك لأن قنواتهم الدمعية، التي تقود الدموع من العين إلى الكيس الدمعي قبل إفرازها، تكون غير متطورة بشكل كامل عند ولادتهم. ويستغرق نمو وتطور القنوات الدمعية حوالي 3 إلى 12 أسبوعًا بعد الولادة.