الرقم القياسي العالمي لأطول وقت تم قضاءه دون نوم هو 264 ساعة (11 يومًا). وهذا الرقم حققه مراهق يبلغ من العمر 17 عاما في ظل تجربة مخبرية. قبل هذا الانجاز الغير المسبوق، كان هذا الشاب الذي يدعى ’’راندي‘‘ رياضيًا يتمتع بلياقة جسمانية عالية.
كان السؤال الذي طرحه الجميع : هو كيف سيكون حال ’’راندي‘‘ بعد هذه التجربة ؟
أول يوم بدون نوم
في هذه المرحلة، يبدأ الجسم أيضًا في ’’ النوم محلِّيا ‘‘. وهذا يعني أنه حتى لو كنت المرء مستيقظًا، فإن بعض أجزاء الدماغ تكون في حالة سكون. ما من شأنه أن يؤثر على الشهية ومستويات الهرمونات.
اليوم الثاني
بعد 48 ساعة بدون نوم. كان ’’راندي‘‘ يفقد وعيه أحيانًا لبضع ثوان. وتُعرف هذه الظاهرة باسم ’’ النوم الصغير ‘‘ وهي آلية وقائية.
اليوم الثالث
بعد 72 ساعة من الحرمان من النوم، يتوقف العقل عن العمل بشكل سليم. حيث فقد ’’راندي‘‘ قدرته على التذوق أو الشم أو الشعور بالأشياء بشكل سليم. ومعظم الناس ينتابهم الاكتئاب الشديد في هذه المرحلة.
من اليوم الثالث إلى اليوم الحادي عشر بدون نوم
يفقد المرء القدرة على الاتصال بالواقع. ومعظم الأشخاص الذين وصلوا إلى هذه النقطة، بما في ذلك ’’ راندي ‘‘، أصيبوا بالهلوسة وجنون الشك بكل شيء. لقد خارت قواهم العقلية.
العودة
في اليوم الحادي عشر من الحرمان التام من النوم، انهار ’’راندي‘‘ في النهاية. ونام لمدة 14 ساعة ليستيقظ بعد ذلك ويشرب الماء وينام من جديد.
شعر ’’راندي‘‘ بالتعب الشديد في اليومين المواليين. ومع ذلك، فإن جسم الإنسان له قدرة كبيرة على التحمل.
بعد ذلك بدأ ’’ راندي‘‘ ينام بشكل طبيعي وبعد 7، 8 أيام فقط عاد إلى المدرسة.
أُجريت هذه التجربة في عام 1963. وفي سن الـ 79، لا يزال ’’راندي‘‘ بصحة جيدة وهو سعيد في حياته. وبالنظر إليه، يصعب التخيل أن هذا الرجل لم ينم لمدة 11 يومًا متتاليًا في إحدى مراحل عمره.
دراسة : قلة النوم تجعلك جشعًا وأنانيًا
هذه هي المشاكل التي تظهر أولاً. الشعور بالإنهاك، سرعة الانفعال، وحتى سرعة الغضب. تقلبات المزاج قد تكون شائعة وقد يمر الفرد من فترات متناوبة من النشوة والاكتئاب، أو يكون غير مبال بمن حوله ويرغب في العزلة.
إذا كانت قلة النوم تؤثر على الذاكرة أو ضغط الدم أو التركيز، فإن دراسة نُشرت في PLOS Biology تقول أنه يؤثر أيضًا على السلوكيات الاجتماعية مثل الكرم ! باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، أظهر باحثو علم النفس في جامعة كاليفورنيا أن قلة الراحة تغير نشاط الشبكة الدماغية النشطة في السلوكيات الاجتماعية الإيجابية، مثل الإيثار والمساعدة المتبادلة. في الأسابيع التي أعقبت الانتقال إلى فصل الصيف حيث يكون النوم أكثر اضطرابا بسبب قصر الليل، لاحظ العلماء أيضًا انخفاضًا بنسبة 10٪ في التبرعات للجمعيات الخيرية.