في الواقع، الأذن تلعب دورا آخر غير السمع. حيث تسمح لنا أيضًا بالوقوف بشكل مستقيم. إنها توفر لنا شعور التوازن من خلال النظام الدهليزي، الذي يقع في الأذن الداخلية. ويتكون هذا النظام من حويصلاتان وثلاث قنوات نصف دائرية مليئة بالسائل. في نهاية كل قناة هناك انتفاخ مغطى برموش حساسة، وتسمى الخلايا الرمشية. عندما نحرك رؤوسنا، يتحرك السائل في القنوات ويجعل الرموش تتحرك، التي تُرسل معلومات الحركة (إلى الأمام أو الخلف أو الجانب) إلى الدماغ.
كيف تعمل حاسة السمع ؟
تسمح لنا حاسة السمع بإدراك الأصوات التي
تحدث من حولنا. وهي مقسمة إلى عدة أجزاء، بوظائف محددة للغاية. ويمكن أن تتدهور
مع التقدم في العمر وتصبح أقل كفاءة.
الصوت : عملية معقدة
بصرف النظر عن الموجات فوق الصوتية والموجات
تحت الصوتية، فإن الأذن البشرية قادرة على إدراك جميع الأصوات، حتى لو كانت
منخفضة الشدة. عندما يصدر صوت ما، يتم التقاطه أولاً بواسطة الصيوان، وهو جزء من
الأذن الخارجية.
ثم تنتقل الموجة الصوتية إلى
الأذن الوسطى عبر القناة السمعية. بمجرد دخول هذا الجزء من الأذن، تلتقط طبلة
الأذن الصوت، فتدخله إلى الأذن الداخلية.
تصل الموجة الصوتية بعد ذلك إلى قوقعة الأذن،
والتي تحتوي على عضو السمع الأساسي، وهو عضو (كورتي). يوجد داخل هذا الأخير الآلاف من الخلايا ذات الشعيرات. هذه الشعيرات تهتز بطريقة معينة، والتي تختلف حسب طبيعة وشدة الموجة الصوتية.
هذه الخلايا هي التي توم بتحويل الصوت إلى إشارة
صوتية، التي تنتقل بعد ذلك إلى الدماغ عن طريق العصب السمعي. ثم تقوم منطقة دماغية
متخصصة في السمع، القشرة السمعية، بتفكيك شفرات هذه الإشارة الصوتية.
ولإيصال الصوت إلى الدماغ، لا يستغرق الأمر
سوى بضعة أجزاء من الآلاف من الثانية !
الصمم الشيخوخي أو فقدان السمع المرتبط بالسن : تدهور في السمع
يحدث في كثير من الأحيان أن هذا النظام السمعي يتأثر بالشيخوخة. وهذا ما يسمى الصمم الشيخوخي أو فقدان السمع المرتبط بالسن (Presbycusis). حوالي 8 من كل 10 من الصم هم من كبار السن. في الواقع تبدأ حاسة السمع في التدهور من سن 30، لكن الأعراض لا نشعر بها إلا في سن 50-60.
إن تراجع حاسة السمع مع مرور الوقت، يرجع أساسًا إلى تلف الخلايا ذات الشعيرات. كما رأينا، فإن هذه الخلايا هي التي تنقح
وتنقل الرسالة الصوتية إلى الدماغ.
إن الخلايا ذات الشعيرات التي تسمح لنا بسماع الأصوات الحادة هي أول من يتأثر بعوامل الشيخوخة. حيث، بمجرد تلف هذه الخلايا، فإنها لا تتجدد.
في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة
أيضًا إلى التأثير على أجزاء معينة من القوقعة.
يعتقد بعض الأخصائيين أن الصمم الشيخوخي أو فقدان السمع المرتبط بالسن هو عامل تفاقم في التدهور المعرفي المرتبط بالعمر وظهور بعض الأمراض العصبية التنكسية. لذلك من الضروري الانتباه والتصرف حيال هذا الشكل من الصمم في وقت مبكر.