إن غياب إيقاع منتظم للساعة البيولوجية هو الذي يتسبب في ظهور الأمراض. حيث يقول الخبراء أن الاضطراب في هذا الإيقاع، يجعل الأعضاء لا تملك الوقت الكافي لإصلاح نفسها وإزالة السموم.
ومع الوقت تتراكم الأضرار وتصبح الأعضاء غير
فعالة في عملها. وحتى عندما يُصبح وقت راحتها أقل، تستمر في أداء العمل. فعلى سبيل المثال، إذا قام الشخص بتناول الطعام في وقت متأخر من الليل، فستستمر خلايا الدهون
والكبد في إنتاج الدهون وتخزينها، مما يسبب السمنة. لذا ينصح بتناول وجبة العشاء في وقت مبكر.
لكن إيقاع الساعة البيلوجية قد يضطرب بطرق أخرى ويسبب مرض السكري من النوع
2، الإرتجاع، زيادة الكوليسترول في الدم، ضغط الدم، أمراض القلب،
الاكتئاب أو القلق، تنكس الكبد (إصابة الكبد بسبب الدهون الزائدة) ، السرطان و
الأمراض التنكسية العصبية.
قلة النوم، خطر على جسمك وعقلك !
أظهرت الدراسات أن هناك صلة بين الحرمان من النوم و سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي الشرس. كما أظهرت العديد من الدراسات أيضا وجود صلة بين الحرمان من النوم المزمن وارتفاع خطر الإصابة بالسمنة. والحرمان من النوم يزيد من خطر السكتة الدماغية بمعدل 4 مرات. وتشير البحوث إلى أن هناك صلة بين الحرمان من النوم في بعض الأحيان واستهلاك كميات أكبر من الطعام، خاصة تلك الغنية بالسعرات الحرارية والكربوهيدرات، والميل إلى اختيار الأطعمة غير الصحية.
ويؤدي الحرمان من النوم المزمن إلى زيادة خطر التعرض لبعض أنواع السرطان والإصابة بمرض السكري وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب و السمنة وضعف المناعة مما يؤدي إلى التعرض بسهولة إلى عدوى نزلات البرد. وينتج عن قلة النوم أيضا انخفاض في تركيز كتلة الدماغ ومشاكل في الذاكرة.
وأظهرت دراسة علمية حول النوم أجريت على 1741 رجلاً وامرأة على مدى فترة تتراوح ما بين 10 إلى 14 عامًا أن الرجال الذين ينامون أقل من 6 ساعات معرضون بشكل كبير لخطر الوفاة، حتى عن طريق تصحيح الاضطرابات الخاصة بمرض السكري، ارتفاع ضغط الدم وعوامل أخرى.
كما أظهرت دراسة حديثة شملت 15 رجلاً على نطاق صغير نشرت في صحيفة (SLEEP) أنه حتى قضاء ليلة واحدة بلا نوم تؤثر على كتلة الدماغ.
كيف يحدث اضطراب الساعة البيولوجية ؟
ربما لاحظت ذات ليلة عند تفقدك لهاتفك المحمول أنك لم تعد تشعر في الرغبة بالنوم. في الواقع، السبب هو الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهاتف وغيرها من التكنولوجيا المرئية.
ففي الوقت الذي يجب أن تكون فيه غاطا في النوم يعطل الضوء الأزرق جينات الساعة البيولوجية. هذه الجينات، هي المسؤولة عن خلق شعورالرغبة بالنوم عن طريق إفراز هرمون النوم (الميلاتونين). وقد وجد الباحثون أن العاملين في الليل هم في حالة دائمة من عدم التوافق الزمني مثل تلك التي تحدث في حالة السفر الطويل إلى مناطق متباينة في الزمن.
الضوء الأبيض
إن التعرض للضوء الأزرق بالليل يؤثرعلى عملية الأيض بأشكال مختلفة : فالإنتاج الهرموني، الاستجابة المناعية، انقسام الخلايا وجميع العمليات الأخرى التي هي تحت تحكم الساعة البيولوجية يتأثر عملها.
وينصح الباحثون للحفاظ على عمل الساعة البيلوجية سليما بالتعرض للضوء الأبيض (ضوء الشمس هو الأفضل) خلال النهار وتقليل التعرض للضوء في الليل.